الجمعة 9 محرم 1447 هـ – 4 تموز 2025
دمشق
Weather
°28.8

مختصون: الهوية البصرية متقنة وواضحة وتوحي بالقوة والسيادة

20250704_020934

أطلقت رئاسة الجمهورية، يوم الخميس 3 تموز، الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، وذلك خلال فعالية رسمية أُقيمت في قصر الشعب بدمشق، بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي.

وحضر الفعالية السادة الوزراء والمحافظون، بالإضافة إلى مديري الهيئات العامة وعدد من الشخصيات، إضافة لحضور جماهيري واسع في الساحات العامة في المحافظات السورية.

وخلال الفعالية، تم استعراض الهوية البصرية التي يُرمز لها بطائر العقاب وثلاث نجوم.

وقال السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة ألقاها: “احتفال اليوم هو عنوان لهوية سوريا وأبنائها في مرحلتها التاريخية الجديدة، وهوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، إذ تستمد منه القوة والعزم والسرعة والإتقان والابتكار في الأداء”.

وأضاف أن الهوية تعبّر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة أو التقسيم، فسوريا واحدة موحّدة، والتنوع الثقافي والعرقي فيها عنصر إثراء لا سببٌ للفرقة أو النزاع.

وأكّد الرئيس الشرع أن الهوية تعبّر عن بناء الإنسان السوري، وتعمل على ترميم الهوية السورية التي اعتادت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، إذ تعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج.

نحو التقدّم والتطوّر

قال المصمم ومبتكر الهويات البصرية بهاء برهان لموقع الإخبارية: “إنّ الهوية الجديدة متقنة بصرياً، واضحة ومتزنة، وتحمل طابعاً رسمياً قوياً، يجمع بين الرموز التقليدية والتوجهات التصميمية الحديثة. وبرأيي، تعطي انطباعاً بدولة تعيد ترتيب نفسها بهدوء وثقة”.

وأضاف برهان أن “العقاب المستخدم يوحي بالقوة والسيادة، والاتجاه نحو اليمين يدلّ على النية في التقدّم والتطوّر والسير إلى الأمام.”

واعتبر أن “أي هوية بصرية تُعتمد بشكل شامل وتُربط بالمؤسسات والخدمات اليومية تخلق حالة من الألفة والانتماء.”

وتابع: “إذا شعر المواطن بأن هذه الهوية تُمثّله، فإنها ستتحول من مجرد تصميم إلى رابط عاطفي مع الوطن.” وأردف: “نتمنى من الجهات المسؤولة نشر ملف الشعار الرسمي بصيغة قابلة للاستخدام (PNG، SVG)، مع توضيح كودات الألوان المعتمدة والخطوط المستخدمة.”

من جانبه، اعتبر مبتكر الهويات البصرية والمختص بتصميمها بهاء المجذوب، خلال حديثه لموقع الإخبارية، أن الهوية البصرية ليست مجرد تصميم جميل أو تغيير شكلي، بل هي انعكاس عميق لهوية الدولة، ولتاريخها، وحاضرها، وطموحاتها المستقبلية.

وأضاف: “كل عنصر في هذا التصميم، من الألوان إلى الخطوط، ومن الرموز إلى الانحناءات، يحمل رسالة، سواء أكانت مقصودة أم مفهومة ضمناً”.

الانضباط والرؤية البعيدة

وأكّد المصمم بهاء المجذوب أن “العقاب، كعنصر مركزي في الشعار الجديد المطروح للهوية البصرية الرسمية لسوريا، يرمز إلى القوة والسيادة والهيبة، وهو اختيار مألوف في سياق الشعارات الوطنية، وله دلالة مباشرة على الحماية والانضباط والرؤية البعيدة”.

وحول الألوان المستخدمة قال المجذوب: “اللون الذهبي والأخضر الداكن يمنحان التصميم طابعاً فخماً ورسمياً، يُشعر المتلقي بجديّة الدولة وهيبتها.

كما أن استخدام ثلاث نجوم يفتح الباب لتفسيرات متعددة، فقد تُشير إلى أركان الدولة الثلاثة (الدولة، الشعب، الجيش)، أو إلى النجوم الثلاث في العلم، ورغم غياب توضيح رسمي حتى الآن، فإن هذه الرمزية قابلة للتأويل وربطها بسرديات وطنية متنوعة”.

وأردف: “يُحسب للتصميم بساطته ووضوحه، وهي ميزة ضرورية لهوية وطنية قابلة للتداول عبر جميع الوسائط، من الوثائق الرسمية إلى الشاشات الرقمية، ومن اللافتات إلى الزي الرسمي. فلو كان التصميم معقّداً أو محمّلاً بالتفاصيل الدقيقة، لفقد قدرته على الثبات البصري في الاستخدام اليومي”.

وأشار إلى أن الهوية البصرية لا تكتمل بقوة الشكل فقط، بل بالسردية التي تحيط بها، لذلك يجب أن توضح الحكومة رمزية الشعار للمواطنين.

ويرى المجذوب أن اعتماد الشعار رسمياً في المؤسسات ووسائل الإعلام يُعدّ خطوة مهمة لترسيخه، لكن الأهم هو تقديمه للناس ضمن سياق جامع يشرح لهم: لماذا هذا الشكل؟ وما الذي يمثّله؟ وكيف يعبّر عنهم؟”

وختم المجذوب بالقول: “لعلنا اليوم أمام فرصة حقيقية لصياغة هوية سورية جديدة، تبدأ من الشعار، لكنها لا تنتهي عنده”.

وشهدت الساحات العامة في المحافظات السورية استعدادات مكثفة وتوافداً جماهيرياً واسعاً، مساء الخميس 3 تموز، حيث تجمّع المواطنون من مختلف المناطق للمشاركة في الفعالية، وسط مشاهد وطنية عبّرت عن الالتفاف الشعبي والتفاعل مع الحدث، الذي رافقته تجهيزات تنظيمية وعروض ترويجية عبر شاشات عملاقة في بعض الساحات.

وتحمل الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية دلالات رمزية عميقة في الخطاب الرسمي، إذ تعكس وحدة الأرض والشعب وتبرز الملامح التاريخية والحضارية للدولة، وتقدم رؤية تصميمية موحّدة تسعى إلى تعزيز الشعور بالانتماء والانطلاق.

وانطلقت فكرة إطلاق هوية بصرية للجمهورية العربية السورية في إطار مشروع وطني شامل بدأ التحضير له منذ أشهر، شارك في صياغته نخبة من المختصين، بهدف بناء خطاب بصري يوحّد مؤسسات الدولة ويرسّخ حضورها المؤسسي داخلياً وخارجياً.