أكَّد مدير وحدة مياه جسر الشغور، مهند الأحمد، أهميةَ مشروع إعادة تأهيل محطة مياه مدينة جسر الشغور بريف إدلب، في تحسين خدمات مياه الشرب وتخفيف الأعباء عن المواطنين، عبر تعزيز كفاءة المحطة، وضمان استدامة الخدمة باستخدام حلول طاقة مستدامة.
وأوضح الأحمد في تصريح لموقع الإخبارية، الأحد 18 أيار، أنَّ تأهيل المحطة يُسهم في توريد مياه الشرب إلى سكان المدينة مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، مع إمكانية إيصالها مرتين أسبوعياً قريباً.
وتضمن المشروع الذي أُطلق أمس، وفق مدير وحدة المياه، استبدالَ الدراسة القديمة بأخرى تتوافق مع الخطط المستقبليَّة لتوسعة الحقل الشمسيّ في المحطة الرئيسة التي تخدم مدينةَ جسر الشغور بشكل كامل، بالتزامن مع المحطة الشمالية التي تقوم بإيصال المياه لأهالي المنطقة أيضاً.
وأشار الأحمد إلى أنَّ توفير الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية هو الحل الأمثل لسدِّ العجز في تأمين الكهرباء بالطرق التقليدية وارتفاع تكاليفها، منوهاً بأنَّ الطاقة الشمسية تُعد من الطاقات المتجددة المتوفرة بسهولة في سوريا، كونها تقع ضمن حزام شمسي ممتاز، مما يجعل المردود الاقتصادي للطاقة الشمسية عالياً جداً.
ولفت الأحمد إلى تنفيذ عدد من المشاريع المماثلة في محطات على مستوى منطقة جسر الشغور، منها محطات بشلامون، ومشمشان، والكستن، وكنيسة نخلة.
وأشار إلى وجود عجز مائي كبير في محافظة إدلب بسبب جفاف مجموعة كبيرة من الينابيع والآبار، نتيجة الجفاف الذي حل بالمنطقة، بالإضافة إلى كارثة الزلزال التي أدّت إلى خروج عدد كبير من الآبار خارج الخدمة.
وقال الأحمد: “من أهم المشاريع المنفذة حالياً في منطقة جسر الشغور وريفها مشروع إعادة تأهيل محطة مياه العدوسية التي تعتبر الشريان الرئيسي للقطاع الغربي، فهي المسؤولة عن إيصال المياه لأكثر من 15 قرية وصولاً إلى مدينة جسر الشغور”.
وشدّد على حاجة جميع المحطات في محافظة إدلب إلى إعادة ترميم وتجهيز وتجديد، ولاسيما تلك التي كانت ضمن خطوط الاشتباك في سنوات الحرب مع النظام البائد، مؤكداً أهمية تأمين مصدر طاقة دائم لتشغيل المحطات التي لم تدمر كلياً، وذلك ضمن الخطة الإسعافية، وبخاصة مع عودة المهجرين السوريين في المخيمات والمحافظات الأخرى ودول الجوار.
وحول مشاكل الصرف الصحي وإعادة تأهيل محطات المعالجة، أوضح الأحمد أنَّ ذلك من أولويات وحدة مياه جسر الشغور، لأنه يؤثر سلباً على إيصال المياه النظيفة “غير الملوثة” نظراً لوجود شبكتي المياه والصرف الصحي إلى جانب بعضهما في الممرات الرئيسة للمدن.
يشار إلى أنَّ مشروع إعادة تأهيل المحطة ينفذ بدعمٍ من منظمة “سيريا ريليف” ضمن مشروع “نحو طاقة نقية”، بحضور محافِظ إدلب محمد عبد الرحمن، ومعاون وزير الطاقة أسامة أبو زيد، ومدير مؤسسة المياه رفيق خضر، ومدير مديرية الموارد المائية المهندس صالح دريعي.
وتُعدُّ منظمة “سيريا ريليف” من المنظمات الإنسانية الفاعلة في محافظة إدلب، إذ تقدِّم الدعم في المجال الخدمي وفق الاحتياجات، بما يسهم في تحسين الواقع الخدمي في مناطق المحافظة.
وشهدت محافظة إدلب دماراً كبيراً خلال 14 عاماً جرّاء قصف النظام البائد، وتحتاج معظم مناطقها إلى تعاون المنظمات الدولية لإعادة الإعمار وتأمين عودة الأهالي النازحين إلى مدنهم وقراهم.