شكّل المنتدى الاستثماري السوري السعودي الذي انعقد في العاصمة دمشق بتاريخ 24 تموز الفائت ، محطة رئيسية في هذا المسار، إذ تم الإعلان خلاله عن مجموعة من المشاريع الاستثمارية الكبرى، أبرزها مشروع العدوي السياحي الترفيهي السكني، الذي يمثل خطوة متقدمة نحو تأسيس بنية اقتصادية متطورة ومستدامة في قلب دمشق.
وشهد المنتدى حينها توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم للاستثمار في سوريا، بقيمة تتجاوز 24 مليار ريال سعودي، بحسب وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح.
مشروع العدوي السياحي
أعلنت محافظة دمشق خلال المنتدى الاستثماري السوري السعودي، أن هذا المشروع سيكون أكبر مشروع مستدام لسكان العاصمة، ضمن حزمة من المشاريع تحت الخطة التنفيذية لرؤية المحافظة.
ويضم المشروع منتزهًا وطنيًّا يمتد على مساحة تتجاوز مليوني دونم، أي سيكون سبعة أضعاف مساحة حديقة تشرين، التي تُعد الأضخم في دمشق، بحسب ما صرّح به مكتب الاستشارات الاقتصادية والاستثمارات في محافظة دمشق لموقع الإخبارية.
وأضاف المكتب أن المشروع سينفذ في منطقة العدوي وسط العاصمة دمشق، ويضم باقة متنوعة من الأنشطة السياحية والترفيهية والتعليمية، تشمل مدينة ألعاب مائية ومنتزهات متنوعة بتصاميم مختلفة من مناظر طبيعية ومجسمات ونوافير راقصة، بالإضافة إلى حديقة حيوان عصرية، وحدائق ألعاب أطفال، وحدائق بيئية، ومدينة ملاهٍ، وحدائق من بيئات مختلفة.
60 ألف زائر
قال مكتب الاستشارات الاقتصادية والاستثمارات إن المشروع سيضمن تنظيم برامج تعليمية وتعريفية حول الحفاظ على البيئة والاستدامة للطلاب والزوار، كما سيقدّم دروساً أو ورشات في الزراعة العضوية والتدوير، بما يعزز البُعد التعليمي والتوعوي للمشروع.
وأضاف المكتب أنه من المتوقع أن يتسع المنتزه الوطني لحوالي 60 ألف زائر يومياً، ويركّز على احتياجات الأطفال، مراعياً متطلبات الأمان والسلامة، ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أن المنتزه سيتم إدارته وتشغيله من قبل شركة متخصصة، وفق أحدث المعايير العالمية التي تضمن أداءً وفق مفاهيم الجودة الشاملة للخدمات المقدمة.
مجمعات سياحية وتجارية وسكنية متكاملة
ويشمل المشروع وفق ما ذكره مكتب الاستشارات الاقتصادية لموقع الإخبارية، منتجعاً سياحيّاً بمساحة 124 ألف متر مربع طابقية، ويضم أسواقاً تجارية، إلى جانب مجمّع سكني بإجمالي مساحة طابقية تبلغ 510 آلاف متر مربع، ما يعزز من تنوّع المرافق وتكاملها.
وتُقدّر كلفة المشروع بحوالي 600 مليون دولار، ومن المتوقع أن يتم إنجازه خلال أربع سنوات، وأن يستوعب 4000 فرصة عمل خلال فترة التنفيذ.
وسيوفر المشروع حوالي 1000 فرصة عمل عند التشغيل، ما يساهم بشكل مباشر في رفع الناتج المحلي للدولة وتحقيق مردود اقتصادي مستدام للعاصمة، وفق مكتب المحافظة.
لم يكن مشروع العدوي وحده في واجهة المنتدى الاستثماري السوري السعودي، بل تم طرح مجموعة من المشاريع الواعدة الأخرى في قطاعات الطاقة، والنقل، والمرافق الخدمية، والبنية التحتية.
وأكد وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار، في وقت سابق، أن المنتدى محطة تاريخية في مسيرة العلاقات بين سوريا والسعودية.
وأضاف الشعار أن سوريا تشهد تحركاً حقيقياً نحو النمو والازدهار، وتابع: نؤكد التزامنا الكامل بتقديم كل أوجه الدعم لنجاح هذا المنتدى بما يحقق الخير للشعبين السوري والسعودي.