الثلاثاء 22 ذو القعدة 1446 هـ – 20 مايو 2025
دمشق
Weather
°16.9

“معتقلون ومغيبون”.. معرض فني يوثّق فصول من مأساة السوريين قبل التحرير

"معتقلون ومغيبون" معرض فني يوثّق فصول الثورة السورية

نظمت منصة “ذاكرة إبداعية للثورة السورية” معرضاً فنيأ في المتحف الوطني في دمشق، بعنوان “معتقلون ومغيبون”، برعاية وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف.

ويقدم المعرض الذي افتُتِح الاثنين 19 أيار، ويستمر حتى 6 حزيران القادم، صوراً وثَّقت مأساة السوريين لـ 14 عاماً، جمعتها مديرة المنصة الفنانة سناء اليازجي، لتكرس جهدها في توثيق ذلك عبر الفن، ليصبح أسلوباً من أساليب السعي نحو العدالة.

وقال زير الثقافة محمد ياسين صالح: “نفتتح هذا المعرض بالتزامن مع صدور المرسوم الجمهوري القاضي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين، إيماناً منا بأن الثقافة لا تُبنى إلا على أسس الحقيقة، ولا كرامة تُصان إن لم نمنح المغيّبين حقهم في المعرفة والاعتراف”.

وأكد أن الحقيقة لا يجوز أن تُغيّب كما غُيّب أصحابها، ومسؤوليتنا اليوم أن نبذل كل ما في وسعنا لكشفها.

وأعلن الوزير صالح عن تقديم جائزة باسم الوزارة للأشخاص الذين كان لهم الفضل في إنقاذ متحف دمشق الوطني، عرفاناً وامتناناً لدورهم.

من جهتها قالت القائمة بأعمال السفارة الألمانية في سوريا السيدة آن صوفي: “مجرد أن نكون هُنا، وأن نُقيم المعرض في هذا المكان، وأن نتحدث معاً بحرية عن الماضي والحاضر والمستقبل هو لحظة بالغة الأهمية، ومؤشر على أن مساحة التفكير المشترك بدأت تتّسع، وأن الذاكرة بدأت تُستعاد”.

وفي هذا الصدد، قال حسام براقي ممثل مؤسسة فريدريش إيبرت (FES) الألمانية للديمقراطية الاجتماعية الداعمة لمنصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية، إن المعرض فعل سياسي ودعوة إلى الكرامة وإلى تحقيق العدالة لا بالتمني، بل بالعمل والسرد والمواجهة.

وأكد أن المعارض تقف في وجه النسيان، وتفرض الحضور على الغياب في خطوة نحو الحقيقة، ونحو سوريا أكثر عدلاً وإنسانية.

فيما أشارت أمينة سر المتحف الوطني في دمشق الدكتورة ريما خوام، إلى رمزية احتضان هذه الفعالية في المتحف الذي يؤرّخ تاريخ الإنسان، ويمنح المتحف اليوم مساحة لذاكرة السوريين المعاصرة، عن الألم والصبر والفقد، وليكون معرض “معتقلون ومغيبون” جزءاً من سردية أوسع، تُكرّس الحق والعدالة في الوعي المجتمعي.

وينقسم المعرض إلى عشرة فصول تجسد عمر الثورة، ويختتم بلوحة “سقوط المخلوع”، فمن2011 عام الاعتقال الأول إلى 2012 الفن في المعتقل، ثم 2013 كيماوي الغوطة والتدهور الكبير، مروراً بـ2014-2015 قيصر، و2016-2017 المسالخ البشرية، و2018 قوائم الموت و2019-2020 محاكمات لانتزاع العدالة، وصولاً إلى 2024-2025 سقوط الديكتاتور.

وقدم كورال غاردينيا أغنيات من الكلاسيكيات المحفورة في الذاكرة مثل “وينن” و”عصفور طل من الشباك” و”أنا بتنفس حرية” إضافة إلى “رجعت العصفورة ومهما تأخّر جاي”.

وتأسست منصة “ذاكرة إبداعية” عام 2013 لتكون أرشيفا رقميا مستقلا، يُوثّق أشكال التعبير الحر الفني والفكري التي ظهرت في سوريا منذ اندلاع الثورة.

وتهدف المنصة إلى تمكين المجتمع للوصول إلى روايات السوريين كما صاغوها بأدواتهم الثقافية والبصرية، مع فتح المجال أمام التعدّد والتنوع، والإعلاء من دور الفن ليكون وسيلة للوعي والمساءلة والعدالة.