انطلقت قافلة جديدة من المهجَّرين في مخيمات الشمال السوري، اليوم الأحد 18 أيار، تحمل عائلات نزحت سابقاً جرّاء الحرب التي شنها النظام البائد لقمع الثورة.
وبحسب مراسل الإخبارية فإن القافلة ضمّت 60 عائلة نازحة من مخيمات أطمة، وعادت إلى قراهم وبلداتهم في بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي.
بدوره، أوضح مدير منسقو استجابة سوريا محمد حلاج لموقع الإخبارية أنَّ عمليات العودة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: “القسم الأول” يشمل العائدين من القرى والبلدات غير المقيمين في المخيمات، وبلغ عددهم نحو 867 شخصاً في مناطق ريف إدلب وريف حلب ومحافظات أخرى مثل حمص وحماة ودمشق.
وأوضح حلاج أن “القسم الثاني” يضم العائدين من المخيمات، وعددهم وصل إلى نحو 3.994 شخصاً، بينما يشكل العائدون من الدول المجاورة، كتركيا ولبنان والأردن “القسم الثالث”، حيث يبلغ عددهم حالياً حوالي 522 ألف شخص عبر معابر متعددة، بينها باب الهوى وباب السلامة والبوكمال، بالإضافة إلى معابر لبنان والأردن.
وأكَّد حلاج أن أهم الأسباب التي تعوق عودة اللاجئين هي تدمير منازلهم والحاجة الماسَّة لتوفير سكن لهم، إضافة إلى غياب أو ضعف الخدمات الأساسية.
وأشار حلاج إلى أن مخلفات الحرب تمثل عائقاً رئيساً أيضاً، حيث يخشى كثير من النازحين، ولاسيما أصحاب الأراضي الزراعية، من مخاطر الألغام التي زرعتها قوات النظام البائد وحلفاؤه.
ولفت حلاج إلى أنَّه رغم هذه المخاطر، بدأ بعض سكان حلب والمدن الأخرى بإعادة ترميم منازلهم بشكل تدريجي، حيث يتم إصلاح غرف محدودة في كل مرة بسبب محدوديَّة الإمكانات، مشيراً إلى أن حركة العائدين داخلياً تتم غالباً بشكل فردي، مع وجود بعض القوافل التي تنطلق بمساهمات محلية أو من قِبل منظمات، لكن هذه القوافل تبقى محدودة العدد، ولا تتجاوز عادة 30 إلى 40 عائلة في كل قافلة، وتعود إلى مناطقهم تدريجياً.
ويعزز برنامج “قوافل العودة” جهود الحكومة والمجتمع المحلي لتسهيل عودة المهجَّرين إلى مناطقهم الأصلية.
وفي وقت سابق، انطلقت قافلة أخرى إلى قرية “الكركات” في ريف حماة، ضمن المبادرة ذاتها التي بدأ تنفيذها في 21 نيسان الماضي.
ومنذ سقوط النظام المخلوع، ما تزال عمليات النزوح والعودة مستمرة، مع استمرار تدفق النازحين من مخيمات الشمال السوري إلى قراهم، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تفرضها الأوضاع الاقتصادية والدمار الواسع الذي طال البنية التحتية.
وتُعدُّ جهود التسهيل التي تعتمد بشكل رئيسي على دعم مجموعات أهليَّة ومتطوعين من خلال توفير وسائل النقل والوقود مجاناً، عاملاً مساعداً في تسريع عمليات العودة، رغم الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون.