جددت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) مطالبها بالكشف عن مصير رئيس مركز الاستجابة الطارئة، حمزة العمارين، الذي انقطع الاتصال به أثناء تأديته مهمة إنسانية في مدينة السويداء.

وبيّنت المنظمة أن مجموعة مسلحة محلية أوقفت العمارين داخل مدينة السويداء واقتادته إلى مكان مجهول.

مصير مجهول

لم تتمكن المنظمة من الحصول على أية معلومات تتعلق بمصير العمارين، الذي انقطع التواصل معه يوم الأربعاء 16 تموز، عند الساعة السادسة مساءً، وذلك خلال توجهه لتنفيذ مهمة إجلاء لفريق من الأمم المتحدة، بطلب منهم، داخل مدينة السويداء، حسب بيانٍ نشرته المنظمة.

وطالبت المنظمة في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني، يوم الإثنين 22 تموز، كافة الجهات المسؤولة والجهات المسيطرة في مدينة السويداء، بضرورة الإفراج الفوري عن العمارين، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تمثل انتهاكاً خطيراً يصعّب عملية تقديم المساعدة في السويداء، ويحول دون تقديم الخدمات الإنسانية والمنقذة للأرواح.

وجددت المنظمة التزامها الكامل بالحياد وعدم التحيز في تقديم الخدمات لكل السوريين، مشددة على أهمية احترام العمل الإنساني.

وطالبت الخوذ البيضاء في ختام بيانها، بضمان سلامة جميع العمال الإنسانيين والمسعفين والمستجيبين، حتى تستمر الاستجابة الطارئة لنداءات الاستغاثة وتقديم الخدمات الأساسية لمئات آلاف المدنيين.

الخاطفون رفضوا الإفراج عنه

من جانبه، كشف وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح خلال مقابلة أجراها مع قناة الإخبارية عن اتصال جرى بين مدير المنطقة الجنوبية لمنظمة الدفاع المدني شادي الحسن، خلال محاولاته المتكررة للتواصل مع المتطوع حمزة العمارين، أن الخاطفين ردوا على الاتصال عند الساعة العاشرة صباحاً من يوم الخميس 17 تموز.

وأضاف أنّ الحسن شرح للخاطفين طبيعة المهمة الإنسانية التي كان المتطوع حمزة العمارين بصدد تأديتها، والمتمثلة في إجلاء فريق يتبع للأمم المتحدة من منطقة الاشتباك، إلا أن الخاطفين رفضوا الطلب، وانقطع الاتصال معهم حتى اللحظة.

شاهد على الحادثة

وفقاً لبيان نشرته منظمة الدفاع المدني، فإن سيدة من أهالي السويداء كانت برفقة حمزة العمارين، وقد أدلت بشهادتها للمنظمة.

وحسب شهادة السيدة، فإن العمارين قدّم لها المساعدة في الإجلاء بواسطة السيارة التي كان يستقلها، وقد أوقفهم مسلحون محليون في منطقة دوار العمران، وأنزلوه من السيارة إلى إحدى سياراتهم، واقتادوه إلى مكان مجهول.

من هو حمزة العمارين؟

حمزة العمارين هو متطوع في منظمة الدفاع المدني، يدير مركزاً للمنظمة في السويداء، كما عمل مديراً لمركز الاستجابة الطارئة في المنظمة، المعني بالعمل في ظروف الطوارئ وعند حدوث الكوارث.

وعمل حمزة طيلة السنوات الماضية ضمن كوادر الخوذ البيضاء في ظروف إنسانية صعبة للغاية. وقد لاقت إحدى الصور الملتقطة له، وهو يرفع طفلة أخرجها من تحت أكوام الأنقاض التي خلّفها زلزال شباط 2023 المدمّر في قرية بسنيا بريف إدلب، تفاعلاً شعبياً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، على المستويين المحلي والدولي.

الدفاع المدني يحمل المسؤولية لفصائل محلية

قالت المنظمة في بيانها: “تحمّل الخوذ البيضاء الفصائل المسيطرة على السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامة حمزة العمارين، وتطالبهم بإطلاق سراحه فوراً، ونحذّر من استخدام السيارة في أي عمل مهما كان”.

وأضاف البيان : “نؤكد أن أعمالاً كهذه ضد العاملين الإنسانيين تُعدّ انتهاكاً خطيراً، ومن شأنها أن تصعّب عملية مساعدة المدنيين في محافظة السويداء، الذين هم بأمسّ الحاجة إليها، وتحول دون تقديم الخدمات الإنسانية والمنقذة للأرواح”.

وأكدت منظمة الدفاع المدني التزامها الكامل بالحياد وعدم التحيز في تقديم خدماتها لكل السوريين، وشددت على أهمية احترام عملها الإنساني.

وطالبت الخوذ البيضاء بضمان سلامة جميع العمال الإنسانيين والمسعفين والمستجيبين، حتى تستمر الاستجابة الطارئة لنداءات الاستغاثة، وضمان وصول الخدمات الأساسية إلى مئات آلاف المدنيين.