الجمعة 1 جمادى الآخرة 1447 هـ – 21 تشرين الثاني 2025

وزارة الاقتصاد تضع خطة وطنية شاملة لتطوير قطاع الحبوب والمطاحن

وزارة الاقتصاد تضع خطة وطنية شاملة لتطوير قطاع الحبوب والمطاحن

عقدت وزارة الاقتصاد والصناعة والمؤسسة السورية للحبوب اجتماعاً موسعاً في مقر الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك في العاصمة دمشق، الخميس 13 تشرين الثاني، لمناقشة واقع عمل المؤسسة واستراتيجية تطوير قطاع الحبوب والمطاحن بما يضمن تعزيز الأمن الغذائي الوطني واستدامة سلسلة الإمداد.

وحضر الاجتماع نائب وزير الاقتصاد والصناعة لشؤون التجارة الداخلية وحماية المستهلك ماهر خليل الحسن، والمدير العام للمؤسسة السورية للحبوب حسن العثمان، ومدراء فروع المؤسسة في المحافظات، حسب ما نشرت الوزارة عبر معرفاتها الرسمية.

خطة وطنية شاملة

وأكد الجانبان خلال الاجتماع تخصيص ميزانية كبيرة لإعادة تأهيل الصوامع البيتونية وإنشاء صوامع معدنية جديدة استعداداً للموسم القادم.

وقال الحسن إن الدولة تؤدي اليوم دور المحفّز والميسّر للقطاعات الإنتاجية، وتسعى إلى تشجيع الاستثمار في قطاع المطاحن من خلال توفير بيئة عمل مناسبة وتقديم الدعم اللوجستي والإداري اللازم، بما يعزز كفاءة الإنتاج ويضمن وفرة الطحين واستقراره في الأسواق المحلية.

وأشارت الوزارة إلى أن أنه جرى خلال الاجتماع استعراض خطة وطنية شاملة لإنشاء وتأهيل عدد من الصوامع والمطاحن في مختلف المحافظات السورية، بما يرفع الطاقة التخزينية والإنتاجية ويحسن جودة الطحين.

وتتضمن الخطة إنشاء صوامع معدنية حديثة في كل من البوكمال والميادين بمحافظة دير الزور، ومعدان بمحافظة الرقة، وخان شيخون وبسيدا وتل مرق بمحافظة إدلب، وفق أحدث المعايير الفنية والتقنيات العالمية للتخزين الآمن للحبوب.

كما سيتم إعادة تأهيل الصوامع البيتونية في القلعة بمحافظة حماة، وخان طومان بمحافظة حلب، وسبينة وعدرا بريف دمشق، وسراقب وأبو ظهور بمحافظة إدلب، لإعادتها إلى الخدمة بأقصى سرعة استعداداً للموسم القادم.

مشاريع حيوية لقطاع المطاحن

وتناول الاجتماع مجموعة من المشاريع الحيوية فيما يخص قطاع المطاحن، ومنها البدء بتطوير المطحنة الحالية في دير الزور وإنشاء مطحنة جديدة بطاقة 200 طن يومياً، والإيعاز بالبدء بتحديث المطحنة الوطنية في دمشق لتواكب أحدث النظم التقنية، واستكمال توقيع العقود اللازمة لوضع مطاحن اليرموك في درعا، وخان طومان وتل بلاط في حلب بالاستثمار، لتكون جاهزة للعمل خلال أقل من عام باستخدام أحدث الآلات وأكثرها تطوراً.

وتضمنت الخطة أيضاً تزويد جميع الصوامع والمطاحن بأجهزة تحليل مخبرية حديثة ومتطورة لضمان مطابقة القمح والطحين للمعايير النوعية والصحية.

وبحسب الوزارة، يجري العمل على تحديث صوامع السلمية ومطحنة الغزلانية في دمشق بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي (WFP)، في إطار شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير القدرات الفنية وتحسين كفاءة التشغيل والاستجابة السريعة لاحتياجات السوق المحلية.

رفع الكفاءة وتحسين التوزيع

وخلال الاجتماع تم مناقشة عدد من المحاور الإجرائية التي تهدف إلى رفع كفاءة الأداء وتحسين توزيع الخدمات، منها تدارك نقاط الضعف في توزيع الخدمات ولا سيما في المناطق التي تضررت بنيتها التحتية جراء الحرب، من خلال إعادة توزيع الموارد بين المحافظات، وإعادة هيكلة الإدارة وتحديث البنية التنظيمية للمؤسسة بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة، والاطلاع على واقع الفروع في المحافظات ومعالجة العقبات الفنية والإدارية التي تواجه عملها.

كما تم مناقشة توسيع القدرة الاستيعابية للصوامع لتلبية متطلبات التخزين الآمن للمواسم المقبلة، ودراسة التوزع الجغرافي للمطاحن وبناء مطاحن جديدة في المناطق التي تحتاجها لتقليل تكاليف النقل والأعباء اللوجستية، وتقييم الحالة الفنية للمطاحن الحالية ووضع آليات لتحديث خطوط الإنتاج ورفع كفاءتها التشغيلية.

وناقش المجتمعون أيضاً ضمان استمرارية توريد القمح المستورد وتعزيز الجاهزية اللوجستية في النقل والتوزيع، وتشديد الرقابة على توزيع الطحين المدعوم بالتعاون مع مديريات التموين ومحاسبة المخالفين، وتخصيص ميزانية كبيرة لدعم الجوانب الفنية والكوادر البشرية ورفع مستوى الجاهزية للموسم القادم، إضافة إلى التأكيد على تسريع خطوات تطوير قطاع المطاحن باعتباره أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الأمن الغذائي الوطني.

واعتبرت وزارة الاقتصاد والصناعة أن هذا الاجتماع يعد خطوة محورية في وضع أسس متكاملة لتطوير قطاع الحبوب والمطاحن في سوريا، بما يعزز جاهزية الدولة لمواسم الشراء القادمة، ويدعم الاستقرار الغذائي والاقتصادي عبر منظومة عمل حديثة وفعّالة تحقق كفاءة الإنتاج واستدامة الموارد.

المصدر: الإخبارية