أكدت وزارة الاقتصاد والصناعة في تقرير عن ملخص نشاطها في شهر تشرين الأول، أن الاقتصاد السوري شهد حراكاً ونشاطاً ملحوظاً يعكس اتجاهاً متصاعداً نحو إعادة تنشيط القطاعات الإنتاجية والصناعية، ويعزز مناخ الاستثمار على المستويين المحلي والدولي.
وبحسب تقرير نشرته الدائرة الإعلامية التابعة للوزارة، فقد تنوعت مظاهر هذا الحراك بين زيارات ميدانية مكثفة، وتوقيع مذكرات تفاهم جديدة، إضافة إلى انعقاد ملتقيات اقتصادية دولية تهدف إلى توسيع آفاق التعاون والشراكات، في شهر تشرين الأول من عام 2025.
وأكدت الوزارة أنها تدعم هذه التحركات وذلك من منبع حرصها على ترسيخ مسار التعافي الاقتصادي المستدام، من خلال مواءمة الإصلاحات الداخلية مع جهود الانفتاح الخارجي، واستقطاب رؤوس الأموال والخبرات الدولية لدعم عجلة التنمية والإنتاج.
زيارات مكثفة لتفعيل الاقتصاد المحلي في محافظة حلب
عقد وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار لقاءً موسعاً مع الفعاليات الاقتصادية والصناعية في حلب بحضور المحافظ “عزام الغريب”، لمناقشة واقع القطاعات الإنتاجية، ولا سيما صناعات النسيج والجلديات والحديد.
ومن خلال الجلسات النقاشية مع الوزير، طرح الصناعيون أبرز التحديات التي تواجه الإنتاج المحلي، مطالبين بإعفاء المواد الأولية من الرسوم الجمركية لتحسين القدرة التنافسية، بينما أكد الوزير أهمية تحقيق التوازن بين العرض والطلب لاستقرار الأسواق.
لقاءات ميدانية لدعم الاقتصاد المحلي في المحافظات
استقبل نائب وزير الاقتصاد والصناعة “ماهر خليل الحسن” وفداً من غرفة تجارة وصناعة درعا، وناقش سبل تحفيز الاستثمار في المحافظة وتذليل العقبات أمام رجال الأعمال.
وأكد الحسن حينها أن المرحلة المقبلة تتطلب رؤى اقتصادية واضحة ومبادرات نوعية لإعادة تنشيط العجلة الإنتاجية وتوفير فرص العمل.
توقيع مذكرة تفاهم للتطوير وتأهيل الكوادر
وقعت وزارة الاقتصاد والصناعة، مذكرة تفاهم استراتيجية لتطوير معمل إسمنت حماة – الخط الثالث، وذلك مع مجموعة “فيرتكس” العراقية لإعادة تأهيل وتطوير وتشغيل معمل إسمنت حماة 3، ورفع طاقته الإنتاجية إلى 11 ألف طن يومياً.
وتضمنت الاتفاقية إنشاء خط إنتاج جديد بطاقة 6000 طن كلنكر يومياً، إلى جانب تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وتطبيق معايير الجودة والبيئة والسلامة الدولية.
لقاءات استثمارية ومنتديات لريادة الأعمال
التقى وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار، لقاء استثماري واسع في دمشق، وفداً يضم أكثر من ثلاثين مستثمراً من الولايات المتحدة وأوروبا والخليج، لبحث فرص الاستثمار في سوريا.
واستعرض الوزير، مزايا التنافس التي تقدمها الحكومة للمستثمرين من حوافز وتسهيلات وضمانات، مؤكداً التزام الوزارة بتطوير بيئة الأعمال.
كما أعرب المستثمرون عن اهتمامهم بالقطاعات الصناعية والخدمية، مثمنين الإمكانات الواعدة في السوق السورية.
وانطلقت في دمشق فعاليات منتدى ريادة الأعمال في رقميات النقل “MOVE” برعاية وزارة الاقتصاد والصناعة، وبمشاركة واسعة من الوزراء ورواد الأعمال والخبراء الدوليين، وركز المنتدى على التحول الرقمي في النقل والخدمات اللوجستية، واستعرض أحدث التقنيات الذكية في هذا المجال الحيوي.
وشدد المشاركون على أن تطوير النقل الرقمي يمثل رافعة أساسية لتحسين الكفاءة الاقتصادية وتمكين الشباب السوري في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
زيارات ومتابعات ميدانية
تفقد الوزير الشعار موقع الانفجار الذي وقع في فرع الحبوب بمنطقة السبينة بدمشق، مطمئناً على العمال المصابين، ومؤكداً على الإسراع بإعادة التأهيل وضمان استمرارية الإمداد بالدقيق دون انقطاع.
ومن أجل جودة الرغيف والتزام المخابز بالمعايير الإنتاجية، أجرى مدير عام المؤسسة السورية للمخابز “محمد الصيادي” جولة تفقدية على المخابز، شملت عدداً من المحافظات، للتأكد من استمرار تطوير خطوط الإنتاج وضمان تزويد المواطنين بخبز ذي جودة عالية وسعر مستقر.
التعاون مع السعودية
عقدت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية ووزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، في دمشق الاجتماع الأول، لمتابعة تنفيذ مخرجات اللجان المشتركة بين البلدين.
وبحث خلال الاجتماع فرص الاستثمار الصناعي المشترك، وتبادل الخبرات في مجالات التعدين والطاقة والصناعة التحويلية، بما يدعم المسارات الستة للتعاون الثنائي المتفق عليها سابقاً.
معرض صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني 2025
احتضنت مدينة المعارض بدمشق فعاليات مؤتمر ومعرض صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني 2025، وبمشاركة المؤسسات الوطنية والدولية، وشركة عمران، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات الصناعية، واستعراض أحدث تطبيقات التكنولوجيا في صناعة مواد البناء.
وأكدت دائرة الإعلام في وزارة الاقتصاد والصناعة أنه مع مرور الأشهر التي تلت مرحلة التحرير، بدأت تتشكل ملامح مرحلة اقتصادية جديدة في سوريا، إذ تدل عليها كثافة الزيارات والاجتماعات والملتقيات الفاعلة التي تجريها وزارة الاقتصاد والصناعة السورية لإعادة بناء الثقة مع المستثمرين، وتفعيل أدوات النمو المستدام القائم على القطاع الصناعي والتقني والخدمات الحديثة.



