قال وزير الإعلام حمزة المصطفى، إن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة شكّلت محطة سياسية وتاريخية فارقة، ولاسيما حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم وحدة البلاد وشرعية الحكومة الجديدة، واعتبار دمشق شريكاً أساسياً في ضمان الاستقرار الإقليمي.
وأوضح الوزير المصطفى في مقاله الذي نشرته مجلة “المجلة”، الخميس 20 تشرين الثاني، أن هذا الاعتراف الدولي الواسع أعاد ترتيب الأوراق أمام جميع الفاعلين في الداخل والخارج، وأسقط رهانات بعض القوى على مشاريع جزئية أو انفصالية، مؤكداً أن سوريا الجديدة باتت خياراً معترفاً به دولياً لتحقيق الاستقرار بدلاً من أن تكون ساحة لتجارب الكيانات الموازية.
وأضاف المصطفى أن تحرير سوريا في الثامن من كانون الأول مثّل الفرصة البنيوية الأهم للفاعلين السوريين للانتقال إلى فضاء الدولة والعمل السياسي المنظم بعد عقود من الاستبداد والانقسامات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مسار الانتقال تبلور بسرعة مؤسساتياً وحظي باعتراف دولي بوصفه الطريق الأمثل لتجاوز الصراع السوري وتداعياته على الأمن الإقليمي والعالمي.
وأشار إلى أن غالبية القوى السياسية والعسكرية نزعت إلى كلمة سواء بالإجماع على الدولة كبديل عن الفصائلية، مستدركاً “لكن بعض القوى، مثل قسد وبعض الفصائل في السويداء، وجدت نفسها أمام وقائع جديدة بعد زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن، إذ لم يعد خيار المعارضة الخارجية أو الرهان على مشاريع انفصالية قابلاً للاستمرار”.
وحسب الوزير المصطفى، فإنه بعد انضمام سوريا إلى التحالف الدولي، أصبحت دمشق الشريك الشرعي في محاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وخاصة بعد أن حاولت قسد تصوير نفسها لسنوات كشريك لا غنى عنه للولايات المتحدة في محاربة داعش مقابل تساهل سياسي ووجود أمريكي ممتد.
وشدد المصطفى على أن قسد وجدت نفسها أمام وقائع أمنية وسياسية جديدة، إذ باتت الخيارات ضيقة أمامها فيما إذا كانت تريد تجنب مواجهة غير مرغوبة تتحمل تبعاتها كاملة أو الاندماج الوطني وفق اتفاقية آذار الذي اقترحتها الحكومة بوصفها تحفظ وحدة البلاد وتضمن حقوق جميع المكوّنات في إطار مؤسسات الدولة.
وتطرق الوزير المصطفى إلى الملف الاقتصادي، إذ لفت إلى أن سوريا تدخل للمرة الأولى منذ عام 1979 مرحلة خروج تدريجي من العقوبات الدولية، مع توقع أن يشكّل عام 2026 محطة فارقة في استعادة حضورها الاقتصادي عالمياً، مشيراً إلى أن هذا الانفتاح المرتقب شجع شركات أمريكية كبرى على العودة إلى السوق السورية، خصوصاً في مجالات الطاقة والبنى التحتية.
وختم وزير الإعلام بالتأكيد على أن الانتقال إلى مرحلة البناء الداخلي وإعادة الوحدة الوطنية لم يعد ترفاً سياسياً، بل خياراً حتمياً يفتح الباب أمام جميع السوريين للمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل مزدهر يليق بتضحياتهم وتطلعاتهم.



