قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، إن مهمة الوزارة بالدرجة الأولى، التخطيط في مرحلة ما قبل وقوع الكارثة.
وأوضح أن قرار إحداث وزارة للكوارث بدل هيئة أو مجلس، يأتي من كون التحديات في سوريا كبيرة.
وأضاف الصالح في حديث خاص للإخبارية، الجمعة 20 حزيران، إن الوزارة ستعمل على تقسيم سوريا إلى مناطق بحسب المخاطر المتوقعة في كل منها.
وأشار إلى أن المدن الجديدة التي ستبنى في سوريا، ستكون خاضعة لمعايير الأمن والسلامة مع تعزيز منظومات الإنذار المبكر، والرصد المناخي والرصد الزلزالي.
هيكلية الوزارة
وقال الصالح: “بعد إحداث الوزارة درسنا تجارب 17 دولة في إدارة الطوارئ والكوارث، ونجري حاليا تقييما لكوادر وتجهيزات المؤسسات التابعة للنظام البائد، ولن تضم وزارة الطوارئ والكوارث أي كادر تورط مع النظام البائد في جرائم وانتهاكات، ونعمل مع بقية الوزارات في الحكومة كخلية نحل وفريق عمل واحد”.
دمج الخوذ البيضاء بوزارة الطوارئ
وأكد الوزير أن قرار دمج الخوذ البيضاء بوزارة الطوارئ والكوارث، ليس مستغربا لأن المنظمة منذ تأسيسها أقرت مبدأ أنها ستتبع للحكومة السورية الشرعية.
وأضاف: “وضعنا خطة انتقالية لدمج منظمة الخوذ البيضاء ضمن الوزارة على مراحل، ولن تتوقف الخدمات التي تقدمها المنظمة للسوريين خلال مراحل الدمج، وستراعي عملية دمج الخوذ البيضاء بالوزارة قانونية العقود التي وقعتها المنظمة مع المانحين”.
وأوضح أن عمل الدفاع المدني السوري بدأ قبل 12 عاما دون أي إمكانيات، وتطور عمل منظمة الخوذ البيضاء ووصل عدد العاملين فيها قبل التحرير إلى 3500 شخص، وحصلت على نحو خمسين جائزة دولية، وترشحت لجائزة نوبل للسلام.
ولفت إلى أن السكان في مناطق النظام البائد لم يكونوا يعرفون الخوذ البيضاء، مع أن فيلما عنهم حصل على الأوسكار.
وقال إن منظمة الخوذ البيضاء بدأت عملها من الصفر، ثم أصبحت من أهم المنظمات في العالم، وتعرضت لحملات تشويه كبيرة من النظام البائد ومن روسيا.
وأكد الصالح أن المنظمة تعد الوحيدة في العالم التي فقدت 10% من كوادرها أثناء عملهم الإنساني، وعملت على توثيق جرائم النظام البائد أثناء قيامها بعمليات الإنقاذ.
وعن وجود الدفاع المدني ضمن الوزارة، أوضح أنه سيكون أحد اختصاصات وزارة الكوارث، وسيحافظ الدفاع المدني بعد انضمامه للوزارة على شعاره وعلى هويته البصرية.
وأشار إلى إن عمل الوزارة هو أوسع من عمل منظمة الخوذ البيضاء، وستحافظ الأخيرة على رسالتها الإنسانية حتى بعد اندماجها في الوزارة.
وبحسب الوزير، سيتبع الوزارة فريق اسمه الخوذ البيضاء، سيشارك في أعمال الإغاثة في شتى أرجاء العالم ، وستمول الحكومة الأنشطة التي كانت تقوم بها منظمة الخوذ البيضاء.
التعامل مع كارثة الزلزال
وعن التعامل مع كارثة الزلزال في عام 2023، قال الصالح إن منظمة الخوذ البيضاء استجابت وحيدة لكارثة الزلزال دون مساندة أي فرق دولية، وعرضت بعد الزلزال مساعدة المنكوبين في مدينة حلب، لكن النظام البائد رفض وقد أظهر الزلزال مدى التخبط الذي كان يعاني منه النظام البائد في إدارة الكوارث.
مشاريع الوزارة
وعن مشاريع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث أشار إلى أن الوزارة ستحدث أكاديمية لتدريب الكوادر العاملة في مجال الطوارئ والإغاثة، وأوضح أنه اتفق مع وزارة التعليم العالي على إنشاء معهد ضمن جامعة دمشق لدراسات الزلازل.
ولفت إلى التعاون مع وزارة الإدارة المحلية ومع نقابة المهندسين لدراسة وضع الأبنية المهددة بالسقوط، والإعلان قريبا عن تأسيس المركز الوطني لمكافحة الألغام ومخلفات الحرب لمكافحة خطر الألغام مع شركاء محليين ودوليين بشكل أسرع.
وأوضح أن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث ستقدم نموذجا مختلفا في العمل الحكومي، وهناك مشاريع لمنظمة الخوذ البيضاء بتمويل دولي سينتقل تنفيذها إلى الوزارة
خطر الألغام
قال الصالح إنهم يرصدون حاليا بشكل يومي استشهاد مدنيين بالألغام ومخلفات النظام البائد، موضحاً أن الألغام ومخلفات الحرب هي أكبر خطر يودي بحياة المدنيين بعد سقوط النظام.
وبين أن الألغام ومخلفات النظام المخلوع الحربية في المناطق الزراعية، تشكل تهديدا للأمن الغذائي في سوريا ولا يمكن حاليا تحديد مدة متوقعة لإعلان سوريا خالية تماما من الألغام ومخلفات الحرب.
وأوضح أن الوزارة تعمل على تأمين مناطق واسعة آمنة للسكن وزراعة المحاصيل الزراعية خلال ثلاث سنوات، وهناك ألغام مزروعة عبر مساحات شاسعة ومنها الألغام الإيرانية التي يصعب اكتشافها، وسنعاني من خطر الألغام لسنوات طويلة وحتى الدول المتقدمة يصعب عليها التخلص منها تماما.
التطوع والمبادرة
وكشف الصالح عن تشكيل إدارة للتطوع ضمن الوزارة، للحفاظ على روح المبادرة الشعبية وتعزيزها، وسيكون هناك تدريب في المدارس والجامعات في سوريا، لمواجهة الطوارئ والكوارث، وأن يكون في كل بيت سوري شخص مدرب ومؤهل لمواجهة الكوارث، وتطبيق النموذج الألماني حيث هناك في كل حي متطوعون مدربون لمواجهة الطوارئ.