أطلقت وزارة الصحة، الخميس 31 تموز، برنامج البورد السوري خلال مؤتمر صحفي في مبنى الوزارة بدمشق.
وأكّد وزير الصحة مصعب العلي، أن هذا البرنامج ليس خطوة تنظيمية فقط، بل هو مسار وطني شامل لعراقة التعليم الطبي ودمج الوسائل الحديثة وإشراكها في هذه العملية.
وأشار العلي إلى أن هذا البرنامج لا ينجح فقط بالكلام أو القرارات، بل بتكامل الجهود وصدق النية ووضوح الهدف، وأكّد التزام وزارة الصحة بتطوير مسار التعليم الطبي.
وفي السياق، أوضح مدير عام هيئة التخصصات الطبية إياد بعث، أن برنامج تطوير البورد السوري ضمن مبادرة “حياة” هو خطوة أولى جادة نحو بناء نظام صحي وطني فعّال وموثوق.
وأكّد أنه لا يمثل فقط خطوة تنظيمية، بل يمثل نقطة تحوّل في مسار التعليم الطبي التخصصي والممارسة الصحية، وفقا لوكالة “سانا”.
وبيّن أهمية تطوير البرنامج كونه صمّام أمان النظام الصحي، وضرورة وجود طبيب مختص مؤهل من خلال مسار تدريب واضح وتقييم نزيه وممارسة منضبطة.
وقال إن سوريا كانت وما زالت بلداً يصدر الأطباء إلى العالم، والهدف الأساسي اليوم ليس الحفاظ على هذه المكانة فقط، بل تنظيمها وتأمين بيئة تدريبية ومهنية عادلة ومحفزة.
وشدّد على أن العمل جارٍ على تطوير هيئة التخصصات من خلال التعليم الطبي التخصصي، وإعادة تشكيل المجالس العلمية وتضمينها بأطباء مغتربين، إضافة إلى إدخال تقنيات حديثة في التدريب، مثل الواقع الافتراضي والمحاكاة السريرية المتقدمة.
وأشار مدير هيئة التخصصات الطبية إلى أنه سيتم تنظيم ممارسة التخصصات الطبية من خلال إجراء دراسة وطنية دقيقة لحاجة البلد من التخصصات الطبية وتسهيل عودة الأطباء السوريين من الخارج وتنظيم عمل الممارسين غير الأطباء ضمن إطار قانوني يضمن الجودة وسلامة المرضى، إضافة لإدخال نظام الامتيازات السريرية داخل المؤسسات لإنهاء فوضى التداخلات في الاختصاصات.
وقال إن الهدف الأساسي من البرنامج هو الخروج بطبيب قادر على المنافسة عالمياً دون قطع صلته بوطنه، وإطلاق نظام Mentorship يربط أطباء الداخل بزملائهم في الخارج، لتسهيل التدريب والفرص، علاوة على جلب الامتحانات العالمية إلى سوريا، بهدف توفير فرصة التطور المهني دون الحاجة للسفر.
وشدّد على أن الهدف أيضاً هو إطلاق مبادرات تعنى بصحة الطبيب النفسية والجسدية خلال فترة الإقامة، وإتاحة مسارات تدريب إضافية في تخصصات دقيقة ضمن مستشفيات وزارة الصحة.
إلى ذلك، أوضح المدير السابق لهيئة التخصصات الطبية يونس قبلان أن التعليم الطبي في سوريا مستمر عبر وضع برامج تدريبية، لافتاً إلى أن عام 2012 شهد إحداث الهيئة لدعم الطبيب السوري ونقل وتبادل الخبرات والمعلومات.
ويرتكز برنامج البورد السوري على ثلاثة محاور رئيسية، الأول تطوير التعليم الطبي التخصصي بما يشمل تحديث المجالس العلمية وتفعيل التعليم الطبي المستمر واعتماد أدوات حديثة في التدريب.
بينما يتضمن المحور الثاني تنظيم الممارسة الطبية من خلال تطوير القوانين وتنظيم القوى العاملة الصحية واعتماد نظام الامتيازات السريرية، أما المحور الثالث فيشمل دعم المتعلم والمتدرب من خلال فتح آفاق التطوير المهني وتوفير دعم نفسي ومهني وربط أطباء الداخل بزملائهم في الخارج بشكل مستدام.
