قال وزير الطاقة محمد البشير، الجمعة 8 آب، إن ساعات تزويد الكهرباء ستصل من ثمانية إلى عشر ساعات يومياً في عموم سوريا، بعد وصول الغاز الأذري.
وكشف الوزير في مقابلة خاصة مع الإخبارية، عن دراسات مستقبلية لإنشاء شركات قابضة كبرى تشرف على قطاعات النفط والكهرباء والتعدين والفوسفات، فضلاً عن إنشاء مصفاة نفط جديدة.
وأفصح الوزير أن وزارته تشكلت من دمج وزارات النفط والكهرباء والموارد المائية، معللاً إعادة هيكلة الوزارة إلى ما ورثته عن النظام البائد من ترهل إداري.
وقال البشير: “كل ما ورثناه عن النظام البائد من بنية تحتية ومصافي نفط، ومحطات توليد كان متهالكاً”.
شركات قابضة كبرى
وأعلن البشير عن دراسة لإنشاء شركة قابضة كبرى تشرف على استخراج النفط ونقله وتكريره وتوزيعه، وأكد أن الشركة ستكون على غرار شركة قطر للبترول وشركة أرامكو السعودية.
كما تحدث البشير عن دراسة لإنشاء شركة مماثلة تشرف على توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها في سوريا، بالإضافة إلى شركة أخرى لإدارة ملف التعدين والفوسفات.
وأشار الوزير إلى أن دور وزارة الطاقة في المستقبل سيقتصر على الإشراف ورسم السياسات وسن القوانين، وبين أن من أهم أهداف الزيارة الأخيرة إلى السعودية كان الاطلاع على نظام حوكمة قطاع الطاقة.
وأوضح البشير أن تأسيس الشركات القابضة التي ستدير قطاع الطاقة يحتاج بعض الوقت، وستطلق بشكل تدريجي.
الأولوية لقطاع الكهرباء
واحتل قطاع الكهرباء جزءاً مهماً من اللقاء، وقال البشير إن محطات توليد الكهرباء التي ورثناها متهالكة وتعمل بنصف طاقتها وبعضها خارج الخدمة.
وأضاف: “عملنا على إعادة تأهيل أغلب محطات توليد الكهرباء المتهالكة بأيدي خبرات وطنية، كما سعينا لرفع إنتاجية سوريا من الغاز لاستخدامه في محطات توليد الكهرباء”.
وتابع: “أعدنا تأهيل خط الغاز الذي يصل سوريا بتركيا بزمن قياسي وبكوادر وطنية”.
وأفاد بأن سعة خط الغاز الأذري ستة مليون متر مكعب، لكن حالياً يضخ عبره حوالي نصف الكمية فقط.
ولفت إلى أن مدة الضخ التجريبي للغاز الأذري ستسغرق أسبوعاً على أن يبدأ ملاحظة التحسن في توليد الكهرباء بعد ذلك.
وأعلن البشير أن ساعات تزويد الكهرباء ستزيد من ثمانية إلى عشر ساعات يومياً في عموم سوريا، كاشفاً عن السعي إلى زيادة إضافية لاحقاً لتصبح من 10 إلى 12 ساعة يومياً.
وأشار وزير الطاقة إلى أن قطر تدفع فاتورة الغاز الأذري الوارد إلى سوريا بشكل مؤقت، منوهاً إلى أن كلفة استجرار الغاز من أذربيجان أقل من كلفة استجرار الغاز القطري عن طريق الأردن.
وقال: “أجرينا صيانة لخط الغاز الذي يربط سوريا بالأردن، وهو جاهز لتوريد الغاز في المستقبل”.
وأكد البشير استخدام كامل إنتاج الغاز لتوليد الكهرباء، مع دراسة زيادة تعرفة الكهرباء في سوريا لتحسين الخدمة واستجرار كميات إضافية من الغاز.
وأعرب الوزير عن سعيهم لتوفير الكهرباء على مدار الساعة، لكن بناء محطات توليد جديدة يحتاج لسنوات.
وأضاف: “حصلنا على منحة من البنك الدولي لإصلاح الشبكة الكهربائية التي تربط سوريا بدول الجوار، والأولوية كانت منذ البداية إعادة تأهيل خطوط نقل الغاز والكهرباء الإقليمية”.
وتابع: “تواصلنا مع شركات لزيادة إنتاجية الغاز السوري بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي مستقبلاً”، كما أعلن الوزير عن زيارة العراق قريباً لدراسة إعادة تأهيل خط النفط الذي يربط كركوك بميناء بانياس.
مصفاة نفط جديدة
وحول عمل مصاف النفط في البلاد، قال “بعد التحرير أعدنا تأهيل مصفاتي حمص وبانياس وبات إنتاجهما يسد احتياج السوق المحلي، كذلك ندرس إنشاء مصفاة نفط جديدة كي تصبح سوريا من الدول المصدرة للمشتقات النفطية”.
وتناول الوزير في لقائه التعاون مع المملكة العربية السعودية في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية، حيث قال البشير: “نعمل على الاستفادة من الخبرات السعودية لإعادة تأهيل قطاع النفط في سوريا”.
وكشف عن دراسة مع السعودية لمشاريع لتحلية مياه البحر، بغية مواجهة الجفاف في سوريا، علاوة على إقامة محطات لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية.
وبحث البشير في اللقاء مسائل الاستفادة من الطاقات المتجددة، مؤكداً أن هناك مناطق في سوريا تصلح لإنشاء محطات توليد كهرباء فيها عن طريق طاقة الرياح.
وأعلن الوزير عن دراسة مشروع لإقامة مزرعة ريحية لتوليد الكهرباء بطاقة إنتاج 300 ميجا واط، مؤكداً أن الاعتماد على الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء هو أحد أهم الأهداف التي تسعى إليها وزارته.
وأضاف: “سلمنا مواقع لشركة UCC التي بدأت دراساتها الفنية لإنشاء محطات توليد كهرباء فيها، والعقود النهائية مع شركة UCC باتت شبه جاهزة لتوقيعها بعد انتهاء الدراسة الفنية”، مبيناً إتاحة المجال لإنشاء محطات توليد كهرباء شمسية صغيرة للمستثمرين المحليين.
تحلية مياه البحر
ودعا وزير الطاقة إلى الترشيد في استهلاك المياه فهو أمر في غاية الأهمية لمواجهة أزمة الجفاف.
وأفاد بأن نبع عين الفيجة كان ينتج أربعين متراً مكعباً في الثانية، لكنها تناقصت لتصل إلى متر ونصف فقط.
وأشار إلى تأهيل سبعة وعشرين محطة ضخ مياه ومئة بئر جديدة خلال الأشهر الماضية.
وأعلن عن دراسة تجارب استمطار في حوض اليرموك لمواجهة أزمة المياه بالتعاون مع الأردن.
وتحدث عن خطط لتحلية مياه البحر ولإنشاء شبكة تنقل فائض المياه من الساحل إلى الداخل، معتبراً أن مشاريع تحلية مياه البحر مكلفة جداً، لذلك لا بد من الترشيد في استهلاك المياه.
احتياطي نفطي جيد
أكد البشير أن سوريا تملك احتياطيات جيدة من النفط تصل إلى 2.5 مليار برميل من النفط، وهذا القطاع تضرر كثيراً خلال السنوات الماضية، لذا تحتاج إعادة تأهيله بعض الوقت.
ورأى أنه من الممكن أن تعود سوريا في المستقبل لتكون دولة مصدرة للنفط والغاز.
وفيما يخص محافظة السويداء، قال: “وجهت منذ بداية الأزمة إلى ضمان استمرار تأمين الكهرباء والمياه والوقود إلى السويداء”، مضيفاً أن المجموعات الخارجة عن القانون استهدفت فنيي الوزارة ما أدى إلى استشهاد بعضهم.