بالتزامن مع بداية العام الدراسي الحالي، يواجه القطاع التعليمي في محافظة إدلب تحديات متعددة نتيجة الدمار الجزئي والكلي في البنى التحتية الأساسية في ظل توافد أعداد كبيرة من الطلاب القادمين من دول الجوار ومن المخيمات.
وحول مؤشرات الواقع في هذا القطاع، أعلنت معاون مديرية التربية بإدلب جميلة عبد الحميد الزير، الثلاثاء 7 تشرين الأول، ترميم ما يقارب 132 مدرسة بدعم من منظمات محلية ودولية، إلى جانب تجهيز عشرات الصفوف الإضافية في مدارس قائمة، وذلك حتى منتصف العام الجاري.
وفي ظل ضعف الموارد بالمقارنة مع حجم الاحتياج الفعلي، تبرز الحاجة إلى الحلول الإسعافية إلى جانب الخطط متوسطة الأجل، حيث قالت الزير في تصريح للإخبارية: “إن المديرية جهزت في الشهرين الماضيين عددا من المدارس في ريف إدلب الشمالي والغربي بشكل خاص لاستيعاب الطلاب العائدين من دول الجوار، ولا سيما تركيا”.
وأكدت أن المديرية أعادت تأهيل عدد من الأبنية المدرسية المدمّرة جزئياً، كما تعمل على إعداد مراكز تعليم مؤقتة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، إلا أن الحاجة ما تزال كبيرة جداً، حيث إن الطاقة الاستيعابية الحالية لا تغطي سوى نحو 20% من الطلب الفعلي.
وذكرت الزير أن نسبة المدارس التي تحتاج للترميم ما تزال مرتفعة، وتقدّر بنحو 65% من إجمالي مدارس المحافظة، بسبب الدمار أو تقادم البنى التحتية.
دعم محدود
وحصل قطاع التعليم على حيز من التبرعات التي جمعت في إطار حملة “الوفاء لإدلب”، كما سبق أن أكدت محافظة إدلب.
ويأتي ذلك بعد أن جمعت حملة “الوفاء لإدلب” التي أجريت في الملعب البلدي للمدينة، في 27 أيلول الماضي 208 ملايين دولار أمريكي.
وعن تفاصيل الحملة بالنسبة للشق التعليمي، بينت الزير أنه تم توجيه مبالغ لترميم عدد من المدارس المتضررة، كما تم العمل على المستلزمات الملحة للعملية التعليمية مثل المقاعد و”السبورات”، وأردفت بالقول: “تبقى هذه الجهود محدودة مقارنة بحجم الاحتياجات الفعلية للقطاع”.
خطة خمسية
وبالتوازي مع الإجراءات العاجلة، أعدت مديرية التربية خطة خمسية (2025–2030) لبناء مدارس جديدة بقصد استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، وأفادت الزير بأن الخطة تتضمن بناء ما لا يقل عن 100 مدرسة جديدة موزعة على مراكز المدن والبلدات الرئيسية، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي تشهد كثافة سكانية ونزوحاً متكرراً.
وأشارت إلى أن الخطة تعتمد على شراكات مع منظمات داعمة، وتهدف إلى تخفيض الكثافة الصفية إلى معدل مقبول لا يتجاوز 35 طالباً في الصف الواحد.
ولا تتوقف احتياجات المدارس عموماً على البنى التحتية؛ بل تمتد لتشمل التجهيزات والكوادر التدريسية المؤهلة، وهنا أكدت الزير أن ثمة نقصا في الأبنية الصالحة للتدريس وشبكات المياه والصرف الصحي، في حين تفتقر الكثير من المدارس للتجهيزات التعليمية مثل المخابر العلمية والمكتبات والوسائل التعليمية الحديثة.
ولفتت إلى أن المديرية تحتاج إلى دعم مستدام لتأهيل المعلمين الجدد وتدريب الموجودين وفق المناهج الحديثة، حتى يمكن رفع جودة العملية التعليمية.
وتخطط مديرية التربية للاستفادة من التبرعات الأخيرة في حملة “الوفاء لإدلب” حيث أطلقت، في 2 تشرين الأول الجاري، فرقاً ميدانية من لجنة التقييم الفني لإجراء عمليات مسح للمدارس المتضررة، وتقييم احتياجاتها في مدن وقرى المحافظة، بمشاركة لجنة الحملة.
وأوضح عضو لجنة مسح وتقييم المدارس عبد الله حراق، أن الحملة تشمل نحو 30 مدرسة، وتهدف إلى تحديد احتياجاتها وتوثيق التحديات التي تواجه العملية التعليمية، وذلك تمهيداً لوضع خطط سريعة لإعادة تأهيلها