أجرى مشفى جراحة القلب الجامعي في العاصمة دمشق عملية فريدة من نوعها، تم خلالها تصنيع صمام رئوي ذاتي للأطفال باستخدام نسيج الأذين الأيمن للقلب، ضمن تقنية مبتكرة تقلل الحاجة إلى الصمامات الصناعية أو الحيوية ومميعات الدم، وتفتح آفاقاً جديدة لعلاج أمراض القلب الخلقية لدى الأطفال.
وأكد الدكتور عبدو حمود استشاري جراحة القلب، أن العملية استهدفت حالة الحلقة الرئوية الصغيرة عند مرضى رباعي خالٍ حسن، حيث كانت الطرق التقليدية تتطلب خزع الحلقة الرئوية وتركيب رقعة لتوسيع مخرج البطين الأيمن، ما يؤدي لاحقاً إلى قصور في الصمام وضرورة تغييره بعد سنوات، مع المشاكل المرتبطة بالصمامات المعدنية أو الحيوية، وخاصة عند الأطفال صغار السن.
وأشار الدكتور حمود إلى أن التقنية الجديدة تعتمد على تصنيع صمام من نسيج المريض نفسه، ما يقلل من المضاعفات المستقبلية، ولا يتطلب استخدام مميعات الدم.
وأوضح أن نجاح العملية يمثل خطوة رائدة في سوريا والمنطقة، ويفتح المجال لإجراء المزيد من هذه العمليات للأطفال، مع نتائج واعدة على المدى الطويل.
وأشار الدكتور حمود، الذي تدرب في لندن على يد البروفيسور مجدي يعقوب، أن هذا الإنجاز يأتي ضمن سلسلة النجاحات التي نفذها في جراحة قلب الأطفال، والتي تشمل عمليات “سويتش” و”رأس ستانلي” و”فونتان”، مؤكداً أن الفريق مستمر في اعتماد التقنيات الحديثة لتقديم أفضل رعاية للمرضى.
يذكر أن أول عملية من هذا النوع أُجريت لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات، وقد غادرت المشفى وهي في حالة صحية جيدة، تبعتها عملية مماثلة لطفلة ثانية، وأظهرت النتائج نجاحاً باهراً، ما يعكس قدرة الفريق الطبي على تطبيق تقنيات متقدمة عالمياً بأيدي محلية، ويضع سوريا في طليعة الدول التي تعتمد هذه الإجراءات الحديثة في جراحة القلب للأطفال.