الخميس 23 جمادى الأولى 1447 هـ – 13 تشرين الثاني 2025

منهاج “قسد” بلا اعتراف.. مجلس الكنائس يعلن استمرار تدريس المنهاج الحكومي

منهاج "قسد" بلا اعتراف.. مجلس الكنائس يعلن استمرار تدريس المنهاج الحكومي

تحوّل ملف المناهج الدراسية في محافظات الجزيرة السورية (الحسكة، دير الزور، والرقة)، حيث تفرض “قسد” سيطرتها، إلى ورقة ابتزاز سياسي، من خلال فرض مناهجها الخاصة ورفض تدريس المناهج الحكومية، وإغلاق المدارس والمعاهد والمدارس التابعة للكنائس، ليصبح التعليم أداة لفرض توجهاتها بدلاً من أن يكون وسيلة للاندماج الوطني.

محاولة تسييس التعليم وفرض منهاج غير معترف به دولياً وإغلاق المدارس التي تواصل تدريس المناهج الحكومية والاستيلاء عليها، قوبلت باعتراضات واسعة من الأهالي والمؤسسات الدينية والحقوقية والمدنية.

استمرار تدريس المنهاج الحكومي

خلال الأسابيع الماضية فجّر قرار “قسد” بفرض مناهجها التعليمية أزمة مجتمعية سرعان ما تحولت إلى محور احتجاجات شعبية وبيانات كنسية وحقوقية متلاحقة.

وعقب لقاءات ومشاورات عدة مع الجهات التابعة لـ”قسد”، أعلن مجلس الكنائس في الجزيرة والفرات في بيان رسمي، الأحد 2 تشرين الثاني، التوصل إلى توافق يقضي باستمرار مدارس الكنائس بتدريس منهاج وزارة التربية السورية خلال العام الدراسي 2025 – 2026.

وأوضح البيان أن الدوام الدراسي سيبدأ يوم الإثنين المقبل، مشيراً إلى أن هذا التوافق جاء بعد امتناع العديد من الأسر عن إرسال أبنائها إلى المدارس التي فُرض فيها منهاج غريب عن السوريين وغير معترف به رسمياً.

سياسة ممنهجة وتأخير متعمد

وأكد أن البيان الصادر عن مجلس الكنائس بخصوص استئناف الدوام، يكشف عن سياسة ممنهجة لتعطيل وإضعاف المؤسسات التعليمية الأصيلة، موضحاً أن هذا التأخير المتعمد، الذي أضاع أكثر من شهر من العام الدراسي، هو بمثابة عقوبة جماعية فُرضت على الطلاب وأسرهم نتيجة لتجاذبات لا علاقة لهم بها.

وفي 30 أيلول الفائت، أغلقت “قسد” المدارس الخاصة بالمسيحيين في محافظات الجزيرة السورية، وذلك بسبب رفض رؤساء الكنائس المسيحية فرض المناهج الخاصة على مدارسها الخاصة، ورغبتهم في تدريس منهاج وزارة التربية السورية.

ومن تلك المدارس “مدرسة مار قرياقس للسريان الأرثوذكس، ومدرسة السلام للأرمن الكاثوليك، ومدرسة ميسلون للبروتستانت، ومدرسة فارس الخوري للآشوريين، ومدرسة الاتحاد للأرمن الأرثوذكس، ومدرسة الأمل بمدينة الحسكة، وهي تابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية”.

رفض لمناهج قسد

وفي 7 تشرين الأول الفائت، أكد المطران مار موريس عمسيح، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، رفض الأبرشية لفرض مناهج دراسية تابعة لـ”قسد” على مدارسها في منطقة الجزيرة.

وشدد المطران على أن المدارس المسيحية، التي تخدم مختلف مكونات المجتمع السوري، لن تعتمد سوى المنهاج الرسمي الصادر عن وزارة التربية في دمشق والمعترف به دولياً، بحسب وكالة سانا.

وأوضح أن الحوار مع “قسد” استمر لأكثر من شهر، وتركز على خيارين هما اعتماد منهاج “قسد” أو “اليونيسف”، ما دفع الأبرشية إلى رفضهما.

وأشار إلى أن “قسد” أقدمت على طرد الطلاب من المدارس بعد رفض الأبرشية اعتماد مناهجها، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية، مؤكداً أن العودة ممكنة فقط باعتماد المنهاج السوري الموحد وبترخيص رسمي من تربية دمشق، مؤكداً تمسّك الأبرشية بالنهج الوطني الذي يصون وحدة المجتمع السوري ومستقبل أجياله.

ويعد ملف التعليم الذي تستخدمه “قسد” لفرض توجهاتها أحد أسباب موجة الاحتجاجات التي تشهدها حالياً مناطق في الجزيرة السورية ومختلف المحافظات رفضاً لممارسات “قسد”، واستمرارها بارتكاب الانتهاكات (اعتقالات، تجنيد إجباري..) بحق أبناء الجزيرة السورية.

المصدر: الإخبارية