الخميس 24 ذو القعدة 1446 هـ – 22 مايو 2025
دمشق
Weather
°18.9

رفع العقوبات الأمريكية.. ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة استمرت ستة أشهر

الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني

أفضت الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تقودها الحكومة منذ بداية العام الجاري واستعادة العلاقات السورية مع الدول العربية والإقليمية والغربية إلى دفع الرئيس الأمريكي لإعلان رفع العقوبات عن سوريا.

ويعد هذا النجاح ثمرةً لتلك الجهود التي قادها السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، بعد سنوات من العزلة الدولية التي عانت منها سوريا إبان حكم نظام الأسد المخلوع ووالده.

وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس الثلاثاء : ” إن سوريا عانت من بؤس شديد وموت كبير، ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال السلام والاستقرار”.

ورحب وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سوريا، التي فرضت على النظام البائد نتيجة جرائم الحرب التي ارتكبها بحق السوريين.

وقال الشيباني: “يمثل هذا التطور نقطة تحول محورية للشعب السوري، بينما نتجه نحو مستقبل من الاستقرار، والاكتفاء الذاتي، وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمّرة”.

وأكد الوزير الشيباني أن سوريا تنظر إلى هذا الإعلان بإيجابية بالغة، وأضاف: “نحن على استعداد لبناء علاقة مع الولايات المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل، والثقة، والمصالح المشتركة”.

جهود دبلوماسية استثنائية

ونجح النشاط الدبلوماسي بقيادة رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع إلى رفع العقوبات الغربية والأميركية خلال ستة أشهر بعد الإطاحة بالنظام البائد في 8 كانون الأول 2024.

وأشار رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في أكثر من لقاء ومقابلة تلفزيونية إلى أنّ العقوبات المفروضة على سوريا تشكل عائقاً كبيرًا أمام تعافي الاقتصاد السوري والمتأثر بها بشكل مباشر هم المواطنون ومعيشتهم، إضافة لكونها تشكل عقبة في مرحلة البناء وإعادة الإعمار، لأنها تمنع دخول المستثمرين الأجانب والأموال إلى سوريا وهذا سيؤدي إلى تأخر الانتعاش الاقتصادي.

زيارات مثمرة

وأجرى رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ثماني زيارات خارجية بدأها بزيارة السعودية في 2 شباط من العام الجاري والتقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول زيارة لفتح آفاق التعاون العربي والإقليمي.

وزار السيد الرئيس العاصمة الأردنية عمان والتقى ملك الأردن عبد الله الثاني في 26 شباط الفائت وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وطالب الرئيس الشرع وقتها بأهمية الانفتاح الاقتصادي ورفع العقوبات عن سوريا.

وخلال لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 11 نيسان الفائت طالب رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، الولايات المتحدة برفع العقوبات بشكل دائم عن سوريا وذلك على هامش قمة أنطاليا الاقتصادية في تركيا.

وفي 13 نيسان زار السيد الرئيس أحمد الشرع دولة الإمارات العربية المتحدة وأعلن وزير الخارجية أسعد الشيباني وقتها أن زيارة السيد الرّئيس أحمد الشّرع إلى الإمارات، حققت إنجازات عظيمة، وخاصّة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات “.

كما زار رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع في 15 نيسان دولة قطر والتقى الأمير تميم بن حمد في زيارة مهمة، وسبق للوزير أسعد الشيباني أن زار قطر مرتين ودعا إلى رفع العقوبات عن سوريا معتبراً أنها “تشكل حاجزاً ومانعاً من الانتعاش السريع والتطوير السريع”.

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السيد رئيس الجمهورية أحمد الشرع والوفد المرافق له، في 7 أيار، في قصر الإليزيه في باريس، في أول زيارة يجريها الرئيس الشرع إلى أوروبا، وإجراء محادثات ثنائية تتعلق بجملة من القضايا والملفات الاقتصادية.

وتضمنت المباحثات وقتها آليات تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، وسبل تقديم الدعم الاقتصادي ولا سيما في مجالات الطاقة ، وإعادة تنشيط المساعدات الإنسانية والتنموية، بما يسهم في تسريع وتيرة الاستقرار والتعافي في البلاد.

ووصل رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، السبت 10 أيار، إلى دولة البحرين على رأس وفد رسمي ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني وذكرت وكالة أنباء البحرين حينها أن الجانبين استعرضا أوجه العلاقات وبحث تطورات الأوضاع الإقليمية .

محطات مفصلية

وتُعدّ زيارات الرئيس الشرع التي أجراها محطة دبلوماسية مفصلية في مسار استعادة سوريا لعلاقاتها العربية والإقليمية و الدولية، وسعي للانفتاح وتعزيز العلاقات الثنائية.

ومنذ سقوط النظام البائد في 8 كانون الأول الفائت، شهدت العاصمة دمشق توافداً شبه يومي للوفود الدولية والعربية والإقليمية، في محاولة لإعادة احتواء سوريا بعد سنوات من الحرب التي شنها النظام البائد ضد شعبه ودعم لأمن واستقرار سوريا والمساهمة في انفتاحها الاقتصادي وإنهاء عزلتها.

وتسعى سوريا جاهدةً لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية والغربية من خلال زيارات رسمية بدأت منذ خمسة أشهر وتستمر بشكل مكثف، وذلك بعد سنوات من التوترات السياسية التي أعقبت حكم النظام البائد وأدى لعزلة دولية وفرض عقوبات قاسية طالت الشعب السوري بجميع شرائحه.

وتؤكد اللقاءات المستمرة للدبلوماسية السورية على الدور المتنامي لسوريا في تعزيز العلاقات الدولية الإقليمية وكان للقاءات والاجتماعات والجهود للتحركات الدبلوماسية السورية دور كبير ومهم في قرار رفع العقوبات الأمريكي الذي صدر أمس.