أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل رئيس أركان الحرب في الجيش الإيراني وأرفع قائد عسكري في نظام طهران، الجنرال علي شادماني، وذلك إثر غارة جوية دقيقة استهدفت مقراً عسكرياً في قلب العاصمة طهران.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صباح اليوم الإثنين 17 حزيران، إن العملية تمّت بعد تلقي معلومات استخباراتية عاجلة.
وتمكَّنت طائرات سلاح الجو من القضاء على شادماني، الذي عُيِّن قائداً للقوات المسلحة بعد أيام من مقتل سلفه غلام علي رشيد خلال الضربة الافتتاحية للعملية الإسرائيلية المستمرة منذ 13 حزيران الجاري.
وأوضح البيان أن شادماني كان يشرف على قيادة الطوارئ المعروفة باسم “خاتم الأنبياء”، المسؤولة عن إدارة العمليات الحربية والتخطيط للهجمات الإيرانية، وكان يتمتع بصلات مباشرة مع المرشد الأعلى علي خامنئي، مما يجعله من أهم الشخصيات في هيكل القيادة الإيرانية.
وتأتي عملية الاغتيال بعد أقل من أسبوع على مقتل أربعة من كبار مسؤولي الاستخبارات، بينهم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري ونائباه، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منشآت ومقرات أمنية في طهران.
تصاعد متبادل وخسائر للطرفين
في المقابل، واصلت إيران ردّها الصاروخي على الهجمات الإسرائيلية، إذ أعلنت وسائل إعلام إيرانية اليوم مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف نقطة تفتيش في مدينة كاشان وسط البلاد، فيما أفادت محافظة لورستان بمقتل 21 شخصاً في هجمات نُسبت لإسرائيل أو لعناصر متسللة.
وفي إسرائيل، أدّى سقوط شظايا صواريخ إيرانية إلى اندلاع حريق في موقف حافلات بمنطقة “غوش دان” في تل أبيب الكبرى.
كما أعلنت فرق الإسعاف عن إصابة 10 مدنيين أثناء توجههم إلى الملاجئ عقب إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من داخل الأراضي الإيرانية.
وأطلقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية إنذارات في أكثر من منطقة، فيما أفادت القناة 12 العبرية بعمل 20 طاقم إطفاء على احتواء 8 حرائق في مناطق مختلفة، تزامناً مع تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في مدن تبريز وبندر عباس للتصدي لمقذوفات إسرائيلية.
واشنطن تؤكد: لا نية لمهاجمة طهران
من جهته، وصف وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، سياسة بلاده في الشرق الأوسط بأنها “دفاعية بحتة”، مؤكداً أنه لا نية لدى الولايات المتحدة لشنّ هجمات على إيران، ومشدّداً على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة الراهنة.
وفي تصريحات متزامنة، نقلت شبكة CBS الأميركية عن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب توقعاته بأن إسرائيل “لن تُخفف من وتيرة هجماتها”، فيما رجّحت مصادر مقرّبة أنه قد يوفد أحد مستشاريه للقاء مسؤولين إيرانيين إذا لزم الأمر.
تأتي هذه التطورات في أعقاب تصعيد غير مسبوق بدأ فجر 13 حزيران حين شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على منشآت عسكرية ونووية في إيران، رداً على ما قال إنه تهديد مباشر لأمن إسرائيل.
في المقابل، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيّرة وصواريخ باتجاه أهداف داخل إسرائيل، وقد أدّت هذه المواجهات إلى مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري ومجموعة من العلماء النوويين، وسط مخاوف دولية من انزلاق الصراع نحو مواجهة إقليمية واسعة.