الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ – 8 مايو 2025
دمشق
Weather
°31.9

الرئيس الشرع يجتمع بماكرون في الإليزيه.. تأكيد على استقرار سوريا

الرئيس الشرع يجتمع بماكرون في الإليزيه.. تأكيد على استقرار سوريا

عقد السيد الرئيس أحمد الشرع والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء 7 أيار، مؤتمراً صحفياً مشتركاً في قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال ماكرون “إن سقوط بشار الأسد لاقى ارتياحاً لدى الجميع وعلى السوريين اليوم أن يتحدوا لتحقيق السلام والاستقرار”، وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والمساواة في الحقوق بين جميع مكونات الشعب السوري.

وأشار إلى أن سوريا تواجه صعوبات كبيرة، داعياً المجتمع الدولي إلى التعاون معها ودعمها للتغلب على هذه الصعوبات.

وشدد ماكرون على أن الاستقرار في سوريا مهم لأمن المنطقة وأمن أوروبا، كما أشاد بجهود الرئيس الشرع في مكافحة آفة إنتاج الكبتاغون في سوريا.

رفع العقوبات

وأوضح ماكرون أن بلاده مستعدة للتعاون مع سوريا من أجل محاربة تنظيم “داعش” بما فيه مصلحة البلدين، مؤكداً أن فرنسا ستعمل على رفع العقوبات الأوروبية تدريجياً عن سوريا.

وقال الرئيس الفرنسي: “سنظل منخرطين مع الولايات المتحدة وشركائنا بشأن رفع العقوبات عن سوريا”، لافتا إلى إن الوضع عند الحدود السورية واللبنانية يتحسن، والتعاون بين دمشق وبيروت مهم جداً، وأكد جهوزية بلاده لإطلاق مفاوضات بين لبنان وسوريا حول ترسيم الحدود.

السوريون يقررون مصيرهم

من جانبه أكد السيد الرئيس أحمد الشرع، أن زيارته إلى فرنسا ليست دبلوماسية بحتة، بل هي لحظة اعتراف بقدرة الشعب السوري على إعادة بناء ما تم تخريبه جراء الحرب.
وتوجه بالشكر لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والشعب الفرنسي على استقبال اللاجئين السوريين خلال سنوات الحرب.

وأشار إلى أن اسم سوريا ارتبط لعقد من الزمن بالجوع والحصار والموت، إلا أن الشعب السوري رفض الخضوع لحكم الاستبداد وقام بكل ما يلزم من أجل البقاء دون التنازل عن إنسانيته.
وأوضح أن زيارته لفرنسا جاءت لبحث سبل التقدم في ملفات عدة من ضمنها الأمن والعدالة، وأشاد بموقف فرنسا الرافض للانخراط مع نظام الأسد.

وشدّد الرئيس الشرع على أن سلامة السوريين هي الأولوية القصوى، مؤكداً أنه لا أحد أحرص على ذلك من القيادة السورية، وأشار إلى أن نظام الأسد البائد مارس الرعب ضد شعبه وسط صمت المجتمع الدولي، لافتاً إلى التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجه سوريا حالياً.

مواجهة الهجمات الطائفية

وبحث الرئيس الشرع مع نظيره الفرنسي آفاق التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد، وتحقيق العدالة، موضحاً أن سوريا تسعى لاستيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدمت فيه الطائفية كسلاح.
وأكّد أن الحكومة تحركت بسرعة في مواجهة الهجمات الطائفية، حيث تم فتح الأبواب أمام لجنة التحقيق الدولية بهذا الشأن.

وعن استقرار سوريا، شدد الشرع على أن استقرار البلاد يعني استقرار المنطقة وأوروبا والعالم أجمع.

ورداً على التقارير الإعلامية حول الأحداث في الساحل، قال الرئيس الشرع إن هناك تضخيماً إعلامياً لما جرى، مؤكداً اتخاذ خطوات فورية لمعالجة الوضع.

وأكّد الرئيس الشرع أن هذه الأعمال قامت بها مجموعة من فلول النظام السابق، وقد تم تشكيل لجنتي تحقيق للوقوف على ملابسات الحوادث وضمان محاسبة المسؤولين عنها.
وأعرب الرئيس عن تضامنه مع كل ضحية سقطت جراء العبث الإرهابي الذي شهدته المنطقة، مؤكداً أن الدولة السورية ملتزمة بتقديم العون والدعم للمتضررين.

وفي ملف مكافحة المخدرات، أكّد أن الحكومة أظهرت جديتها بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى مناقشة أمن الحدود السورية مع ماكرون، بما في ذلك الهجمات الإسرائيلية المستمرة والوضع الحدودي مع لبنان.

وتطرق الرئيس الشرع إلى مسألة إعادة الإعمار، موضحاً أن الحكومة السورية ورثت بنية تحتية مدمرة، ما يجعل إعادة الإعمار أولوية قصوى.

وأكد الرئيس السوري أن مستقبل سوريا لن يُصاغ في غرف مغلقة أو يحدد في عواصم بعيدة، بل سيكون من صنع السوريين أنفسهم، مشدداً على أنه لا مكان للفتن في المستقبل أو انتهاك السيادة السورية.

وأشار الرئيس إلى أن العقوبات المفروضة على سوريا تعرقل تجاوز التحديات الحالية، مؤكداً أنه لا مبرر لاستمرار هذه العقوبات التي تلقي بظلالها على حياة السوريين.

مصير المقاتلين الأجانب

وحول مصير المقاتلين الأجانب، أكّد السيد الرئيس على أن الدستور السوري الجديد سيحدد حق المقاتلين الأجانب وعائلاتهم في الحصول على الجنسية السورية، مشيراً إلى أن هؤلاء المقاتلين جاؤوا فرادى وليسوا جماعات، بهدف دعم الشعب السوري خلال الثورة.

وأوضح الرئيس الشرع خلال المؤتمر، أن المقاتلين الأجانب الذين بقوا في سوريا بعد انتهاء الحرب لن يشكلوا خطراً على أحد، مشدداً على ضمان أمن جميع الدول من أي تهديد قد ينجم عن بقائهم.
كما نفى السيد الرئيس أي علاقة لسوريا بأي عمل إجرامي وقع خارج أراضيها، مشيراً إلى أن القوات السورية مارست أفعالها القتالية بكل شرف وأمانة حتى تحقق التحرير الكامل للبلاد.

وأضاف أن سوريا أنقذت المنطقة من نظام إرهابي كان يُهدد استقرارها، مؤكداً أن الحكومة الحالية تعمل جاهدة للحفاظ على الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

وتُعدّ زيارة الرئيس الشرع إلى باريس محطة دبلوماسية مفصلية في مسار استعادة سوريا لعلاقاتها الدولية، وسط دعم متزايد من شركاء أوروبيين وإقليميين لمسار الانتقال السياسي وتعزيز استقرار الدولة ومؤسساتها.

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق له، اليوم، في قصر الإليزيه في باريس، في أول زيارة يجريها الرئيس الشرع إلى أوروبا بغية إجراء محادثات ثنائية تتعلق بجملة من القضايا والملفات الاقتصادية.

و عقد الرئيس الشرع والوفد المرافق له اليوم، اجتماعاً مع مسؤولين أوروبيين بمقر الخارجية الفرنسية في باريس.

ووصل الرئيس الشرع إلى العاصمة الفرنسية باريس اليوم للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وتُعدّ زيارة الرئيس الشرع إلى باريس محطة دبلوماسية مفصلية في مسار استعادة سوريا لعلاقاتها الدولية، وسط دعم متزايد من شركاء أوروبيين وإقليميين لمسار الانتقال السياسي وتعزيز استقرار الدولة ومؤسساتها.