أحيا المركز الثقافي في مدينة إدلب الذكرى الرابعة عشرة لانشقاق المقدم حسين هرموش، أول الضباط المنشقين عن جيش النظام البائد.

وذكرت محافظة إدلب عبر قماتها في تلغرام، الجمعة 20 حزيران، أن الفعالية استحضرت مشهد الانشقاق الأول.

وتوقف الحضور عند الموقف الشجاع الذي مثّله هرموش في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، حين اختار أن ينحاز للشعب ويقول “لا” للقتل باسم الأوامر.

وجاءت الفعالية بتنظيم من إدارة محافظة إدلب منطقة أريحا وعدد من الفاعلين الثقافيين بحضور رسمي وشعبي واسع.

وتأتي الفعالية تأكيداً على أهمية التوثيق الوطني لذاكرة الثورة، وإحياء رموزها الذين شكلوا منعطفات حاسمة في مسارها.

 حسين هرموش شهيداً

وأعلن براء هرموش نجل المقدم حسين هرموش في 2 شباط الماضي، نبأ مقتل والده في سجن صيدنايا سيئ السمعة، تحت التعذيب.

وقال في منشور على “فيسبوك”: “المقدم البطل حسين هرموش شهيداً جميلاً”.

وأضاف: “نقلاً عن شهود عيان، أعلن نبأ استشهاد أبي في تاريخ 19 كانون الثاني 2012 في أقبية سجن صيدنايا، حيث واجه مصيره بشجاعة وإيمان، كما واجه الظلم منذ اليوم الأول لانحيازه لشعبه”.

وانشق الشهيد هرموش عن قوات النظام السوري في حزيران 2011 بعد أشهر من انطلاق الثورة، داعياً زملاءه إلى الانشقاق واصطفافهم إلى جانب شعبهم.

وأعلن هرموش انشقاقه في تسجيل مصور مشهور جاء فيه: “السلام عليكم يا حماة الديار، نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار عسكريين ومدنيين.. أنا المقدم حسين هرموش من ملاك الفرقة 11 قيادة الفرقة، أعلن انشقاقي عن الجيش وانضمامي إلى صفوف شباب سورية مع عدد من عناصر الجيش العربي السوري الحر”.

وقال في التسجيل أيضاً: “مهمتنا الحالية هي حماية المتظاهرين العزل المطالبين بالحرية والديمقراطية”.

أول كيان عسكري

وساهم هرموش في التصدي لعدة عمليات عسكرية قادها النظام، أبرزها اقتحام مدينة جسر الشغور في عام 2011.

بعد ذلك، غادر هرموش إلى تركيا، حيث شكل هناك أول كيان عسكري مكون من ضباط عسكريين وثوار تحت اسم “لواء الضباط الأحرار”.

ويعد هذا الكيان نواة لتشكيل “الجيش السوري الحر”، والذي قاده العقيد المنشق رياض الأسعد.

واختفى هرموش في  صباح 29 آب 2011 في ملابسات مبهمة، ثم ظهر لاحقاً على شاشات تلفزيون النظام معتقلاً في 15 أيلول.

وولد هرموش في قرية إبلين التابعة لمنطقة جبل الزاوية بريف محافظة إدلب، وفي الفترة 1990-1996 حصل على دورة في الهندسة العسكرية في روسيا الاتحادية في أكاديمية الهندسة العسكرية العليا “كوبيشوف.

كما حاز على دبلوم الترجمة في اللغة الروسية وعمل أيضاً في برمجة الحاسوب.