أطلقت رئاسة الجمهورية، الشكل النهائي للهوية البصرية الجديدة للدولة، عند الساعة العاشرة من مساء اليوم، الخميس 3 تموز، ضمن فعالية في ساحة الجندي المجهول بالعاصمة دمشق.
احتفالات متزامنة
وتشهد الساحات المركزية في دمشق والمحافظات الأخرى فعاليات واحتفالات بالتزامن مع الإعلان الرسمي عن الهوية الجديدة.
وتتركز الاحتفالات في ساحتي الأمويين والجندي المجهول في دمشق، وساحة المعارض في ريف دمشق، وساحة سعد الله الجابري في حلب، وفي الساحات الرئيسة في المحافظات الأخرى.
وتلقّى المواطنون في وقت سابق من اليوم، رسائل نصية عبر هواتفهم الخلوية من شركات الاتصالات المحلية، تفيد بإطلاق هوية الدولة الجديدة كرمز متجدد “للعزيمة والانعتاق في سماء الحرية”.
وتضمنت الرسالة رابطاً لموقع “الهوية البصرية الجديدة”، ودعتهم من خلالها لمتابعة الإعلان المرتقب.
وتحمل الهوية البصرية الجديدة أهمية نابعة من مرحلة تاريخية تعيشها سوريا للمرة الأولى بعد التحرير وإسقاط النظام البائد، بكل ما يحمل من رموز وأفكار.
جذور عناصر الهوية
وحول الرموز التي تلجأ إليها عادة الدول في اعتماد هويتها البصرية، أكّد المصمم والخبير في الهويات البصرية أنس ميقري في تصريح خاص لموقع “الإخبارية”، أن “الدولة تعرف برمزها، فهو العنصر البصري الأهم في الهوية الوطنية، وله دور كبير من الناحية الجمالية أو التصميمية”.
ويرى أنه يجب أن يحمل في داخله معاني وانطباعات ورسائل موجهة، تعبر برمزية معينة عن الدولة ككل، وألمح إلى أنه عادةً ما تستلهم الدول رموز هويتها من عناصر ترتبط بثقافتها وتاريخها وجغرافيتها، منها المعالم المعمارية كالقلاع والأعمدة أو المباني الرمزية، أو من الرموز الطبيعية مثل الجبال والأشجار والأنهار.
وأشار إلى أن الدول تستقي من الزخارف التقليدية، كالحرف اليدوية والفنون الشعبية، أو الرموز الحيوانية مثل الصقر أو الحصان عناصر هذه الهوية التي تعبر عن القوة أو الكرامة.
مبادئ عامة
وفيما يخص مبادئ وأساسيات تصميم الرموز، يؤكد أنها تحمل معنىً حقيقياً وواضحاً، وأن تكون مألوفة للمواطن وتعزز شعوره بالانتماء.
ويضيف: “رمز الدولة يجب أن يكون مصمماً بدقة دون الحاجة للشرح، وقادراً على تمثيل هوية الدولة ليصمد لعقود، دون أن يفقد قيمته أو معناه”.
ويؤكّد المصمم أنس ميقري أن أي هوية بصرية يجب أن ترتكز على نقاط أساسية، تعد العمود الفقري لأي هوية ناجحة، وهي الوضوح والبساطة وأن تكون مفهومة من النظرة الأولى وغير معقدة.
وعن التجانس والاتساق، يشير الخبير إلى أهمية التناسق بين كل مكونات الهوية البصرية، من الشعار إلى الألوان والخطوط والزخارف، فضلاً عن المرونة كأن يكون التصميم قابلاً للتطبيق على جميع الوسائل والوسائط، إضافة إلى التميز والتفرد، وتنتمي للدولة ولا تشبه هويات دول أخرى.
أهمية الألوان
وحول استعمال الألوان بأنواعها في التصميم في الهويات البصرية يقول: “الألوان عنصر بالغ الأهمية، لأنها بمجرد رؤيتها تؤثر على المشاعر والانطباع العام للدولة، لذلك يجب أن تمتلك الألوان الأساسية حضوراً قوياً يعكس قيم الدولة”.
وأشار إلى أن الألوان الثانوية تستخدم للدعم وإضافة تنوع بصري دون تشتيت في التركيز، وتكون منسجمة مع الألوان الأساسية من حيث التوازن والانطباع، وأن النجاح في اختيار الألوان يأتي من وضوحها وانسجامها وقابليتها للاستخدام في كل السياقات، سواء مطبوعة أو رقمية.
وحول الخطوات الأساسية التي يجب التركيز عليها في اعتماد الهوية البصرية، يرى أن الهوية البصرية مشروع وطني بامتياز طويل الأمد، لذلك يجب أن تُظهر وتجيب عن عدة أمور منها ما يميز الدولة ورسالتها والقيم التي تميزها.
وأكّد ضرورة أن يتم اختيار رمز الدولة بعد البحث في المراجع التاريخية أو الطبيعية، وحتى الدينية التي تعكس شخصية الدولة، وأن تكون قابلة للتطوير والاستخدام على الوسائل المختلفة، سواء البصرية أو المطبوعة، ثم التوعية وشرحها للمجتمع بحيث تصبح مفهومة وواضحة لجميع فئات الشعب.
أمل متجدد
ونشرت الرئاسة منذ أيام صورة بعنوان “سوريا الجديدة.. هوية تنبض بالحياة وأمل يتجدد في كل تفصيل”.
ودعت المواطنين في وقت لاحق إلى ترقب البث المباشر لإشهار الهوية البصرية الجديدة عبر وسائل الإعلام الرسمية، منها “الإخبارية السورية ووكالة الأنباء السورية- سانا وصفحة الجمهورية العربية السورية”، وأكّدت أن الإعلان يعدّ “حدثاً وطنياً يعبر عن روح التجدد والانتماء”.