الأحد 27 ذو القعدة 1446 هـ – 25 مايو 2025
دمشق
Weather
°22.2

الوزيرة هند قبوات: نعمل على إنهاء مشهد اللجوء والمخيمات بشكل كامل

هند قبوات

أكَّدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، السبت 24 أيار، أن الحكومة تعمل على إنهاء مشهد اللجوء والمخيمات بشكل كامل، من خلال إعادة اللاجئين إلى حياة كريمة وآمنة داخل وطنهم، بعيداً عن الخيام أو المساعدات الإغاثية.

وجاءت تصريحات قبوات في مقابلة أجرتها مع وكالة “الأناضول”، على هامش مشاركتها في المنتدى الدولي للعائلة الذي استضافته مدينة إسطنبول يومي 22 و23 أيار الجاري، بتنظيم من وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، ضمن إطار “عام الأسرة 2025” الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

عام لمّ الشّمل

ورأت قبوات أن هذا العام سيكون عاماً للَملَمة العائلات المشتّتة بعد سنوات الحرب، مشيرةً إلى أن “2025 يمثل عام العودة ولقاء الأحبة في سوريا، بعد انتهاء حقبة البعث والأسد”.

وأضافت: “العائلة السورية تشتّتت في أصقاع الأرض، وقد آن الأوان لاستعادة هذا النسيج الاجتماعي، نحن نشترك مع الشعب التركي في تقديس الروابط العائلية والاهتمام بالجد والجدة، ولذلك نشعر بقرب ثقافي وإنساني من المجتمع التركي

دمج العائلة السورية

وأكَّدت أن التحديات التي تواجه العائلة السورية بعد سنوات التهجير والحرب ما تزال كبيرة، في مقدِّمتها إعادة دمج الأطفال العائدين من تركيا ضمن النظام التعليمي المحلي، خاصةً أن عدداً كبيراً منهم لا يتحدث سوى اللغة التركية.

وقالت قبوات: إنّ الوزارة ناقشت مع الجانب التركي إمكانية فتح مدارس تركية داخل سوريا كحلّ مؤقت يتيح لهؤلاء التلاميذ مواصلة تعليمهم، مشيرةً إلى العمل بالتوازي على تطوير برامج تعليمية داعمة ومتكاملة داخل البلاد لمواجهة هذه الإشكالية.

وفي سياق متصل، لفتت إلى أن اتساع رقعة الفقر بعد سنوات الحرب والحصار يشكّل تحدياً إضافياً، ما يتطلّب تعزيز برامج الحماية الاجتماعية، ولا سيما للأيتام والأطفال المعرّضين للاستغلال، مؤكدةً أن مكافحة ظاهرة التسوّل تحتل موقعاً متقدماً في أولويات عمل الوزارة.

لا نريد سلالاً غذائية ولا خياماً

ورأت أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا هو الخطوة الأهم حالياً لدعم جهود التعافي المبكر، مشيدةً بدور كل من تركيا والسعودية في الدفع بهذا الاتجاه، بما يتيح وصول المساعدات الإنسانية وتفعيل البرامج التنموية.

وأضافت: “نحن لا نريد سلالاً غذائية ولا خياماً… نريد عودة آمنة وكريمة للسوريين داخل وطنهم، فالعقوبات كانت تعرقل ذلك”.

وفي حديثها عن تجاوز آثار الحرب، قالت قبوات: “الآلام لا تزال حاضرة في كل بيت، لكن لا نريد أن نبقى أسرى لهذا الوجع.، حوّلنا الألم إلى طاقة لبناء الفرح، فالشعب السوري يستحق أن يفرح بعد كل ما مرّ به”.

رسالة إلى الآباء والأمهات

واختَتمت قبوات حديثها برسالة إلى الآباء والأمهات، دعتهم فيها إلى تربية أبنائهم على قيم المواطنة والانتماء، قائلة: “ربّوا أولادكم ليكونوا مواطنين يحبّون وطنهم ويسهمون في بنائه… لا تسألوا فقط ماذا سيقدم الوطن لكم، بل فكّروا بما يمكن أن تقدمونه أنتم له”.

وسلطت الوزيرة قبوات في كلمتها خلال افتتاح المنتدى، الضوء على معاناة الأسر السورية خلال سنوات النزوح والتهجير، مؤكدة أن الأسرة السورية لا تزال تحمل الأمل رغم الألم.

ونوّهت إلى أهمية تمكين المرأة وحماية الأطفال، ودعم الفئات الهشة، داعية إلى تعاون دولي يعزز العدالة والكرامة لكل أسرة سورية في مرحلة التعافي