الاثنين 21 ذو القعدة 1446 هـ – 19 مايو 2025
دمشق
Weather
°22.9

بعد عقودٍ من الاحتكار.. الفروسية تبدأ استعادة مكانتها في سوريا

Manege syria

بدأت رياضة الفروسية تستعيد مكانتها الطبيعية في سوريا، بعد عقود من احتكار النظام البائد لتلك الرياضة، وحصر بطولاتها في أبناء المسؤولين والمقرّبين من السلطة.

وفي تصريح خاص لـ”الإخبارية”، أكد الفارس ومدرب الفروسية أحمد الخولي، أن الفارق بدا واضحاً منذ أول مشاركة له بعد تحرير البلاد، لافتاً إلى تحسن التعامل وتقدير أكبر من الجمهور واللجان المنظمة، إلى جانب وجود دعم فعلي للفرسان.

وأوضح الخولي، الذي يعمل مدرباً في نادي “هاي هورس” بمنطقة العدوي في دمشق، أن الفروسية كانت سابقاً حكراً على أبناء المتنفذين، الذين كانوا يستوردون خيولاً أجنبية مدربة وجاهزة للمنافسة، ما منحهم أفضلية غير عادلة. وأضاف: “كانوا يركبون خيولاً مستوردة ولا تحتاج تدريباً، بينما الفارس الحقيقي هو من يُدرّب خيله بنفسه”.

وأشار إلى أن الخيول العربية تُبرز مهارة الفارس بسبب صعوبة قيادتها، معتبراً أن الفرق كبير بين ركوب خيل جاهز وبين تدريب خيل من البداية، وهو ما يشبه، حسب تعبيره، “قيادة سيارة أوتوماتيك مقابل سيارة يدوية”.

بطولة قادمة وفرسان جدد

وتحدث الخولي عن تحضيراته للمشاركة في بطولة محلية جديدة نهاية الأسبوع الجاري، إلى جانب فارسة شابة تشارك للمرة الأولى بعد تدريب مكثف، مشيراً إلى أنها أصبحت مستعدة بعد تجاوز رهبة المكان والخيل الجديد.

كما أشار إلى تحسن واضح في واقع الأندية بعد سقوط النظام البائد، من حيث النظافة والتنظيم والعلاقة بين المدربين والفرسان والعاملين، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على الأداء العام.

ورغم أنه بدأ ركوب الخيل في سن السابعة، لم تتح للخولي فرصة المشاركة في بطولات كبرى خلال حكم النظام البائد، بسبب التمييز والقيود المفروضة على غير المحسوبين على السلطة. أما اليوم، فيرى أن الطريق بات ممهداً أمام الكفاءات، وأن حلم المشاركة في بطولات عالمية لم يعد مستحيلاً.

وتجدر الإشارة إلى أن النظام المخلوع حوّل الفروسية إلى واجهة دعائية لعائلة الأسد، وضيّق على كل من نافسهم. ويُذكر في هذا السياق ما تعرض له الفارس عدنان القصّار، الذي سُجن 21 عاماً بأمر من حافظ الأسد، بعد فوزه على ابنه باسل في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1992.