الاثنين 16 ربيع الأول 1447 هـ – 8 أيلول 2025
دمشق
Weather
°26.8

لإيصال صوتهم ومعاناتهم.. الموقوفون السوريون في لبنان يطلقون وكالة أنباء مختصة بقضيتهم

لإيصال صوتهم ومعاناتهم.. الموقوفون السوريون في لبنان يطلقون وكالة أنباء مختصة بقضيتهم

أطلق الموقوفون السوريون في سجون لبنان وكالة إخبارية متخصصة تعمل على صناعة مواد إعلامية تتعلق بقضيتهم وتسلط الضوء عليها، وذلك بالتعاون مع فريق من الصحفيين المتطوعين، ومن خلال مجموعة من القوالب الصحفية المتنوعة.

وحملت الوكالة الإخبارية اسم SDNAL كاختصار لـ “وكالة أنباء الموقوفين السوريين في لبنان” أو Syrian Detainees News Agency in Lebanon، معرّفةً عن نفسها عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها “وكالة إعلامية متخصصة بإنتاج المحتوى الصحفي والإخباري المتعلق بالموقوفين السوريين في السجون اللبنانية”.

وأكّدت الوكالة في بيان صحفي وصل لموقع الإخبارية أنها منصة “تعمل على إيصال صوت الموقوفين السوريين في لبنان لوسائل الإعلام بشكل مهني، بعيداً عن التضليل أو التهويل” قائلة إنها “تحكي قصصهم مباشرة من خلف القضبان، من خلال شبكة من المصادر الخاصة”.

فريق من خلف الأسوار

وأكد (ض.ج) وهو أحد الموقوفين السوريين الذين يعملون ضمن فريق الوكالة من خلف الأسوار، أن المحتوى الذي يقدّمونه يشمل “باقةً متنوعة من المنتجات الإعلامية” كالخدمة الإخبارية والتقارير والمقالات النصية، فضلاً عن المقابلات والحوارات الصحفية وصناعة الوثائقيات وبرامج البودكاست.

وفي السياق نفسه، قال الموقوف (م.ع)، وهو عضوٌ في فريق الوكالة أيضاً: إن وكالة أنباء الموقوفين السوريين في لبنان SDNAL “ليست مجرد حساب على مواقع التواصل، بل هي مؤسسة صحفية محترفة، تسعى لتعزيز الحضور الإعلامي لملف الموقوفين السوريين في لبنان عموماً، ومعتقلي الثورة السورية خاصةً، ومن في حكمهم من العرب”.

وأضاف: “يتعاون فريق من المتطوعين المحترفين من خارج وداخل السجون اللبنانية، لصناعة محتوى إعلامي مهني يثري وسائل الإعلام العربية والدولية، ويمدها بمواد صحفية مختلفة حول قضية الموقوفين ومعاناتهم المستمرة”.

وشدّد الموقوفان على أن SDNAL تسعى لتكون المصدر الموثوق لأخبار السجون في لبنان وإيصال صوت المعتقلين لتكون منبرهم الإعلامي الأول، ومنصتهم الإخبارية الرائدة من خلال التزامها معايير العمل الصحفي الرصين.

الحاجة إلى الإنصاف الإعلامي

وفي تعليقه على خبر إطلاق الوكالة، قال المتحدث باسم السجناء السوريين في سجن رومية في لبنان عمر الأطرش: “إن الفضاء الإعلامي وخاصةً السوري واللبناني و العربي والدولي عموماً، متعطش لوجود محتوى صحفي موثوق يعكس معاناة الموقوفين ويسرد قصصهم، بعيداً عن الأجندات السياسية المتضاربة التي قد تتبناها بعض وسائل الإعلام والتي تخدم مصالح مموليها”.

وأردف المتحدث: الموقوفون السوريون في لبنان بحاجة إلى الإنصاف الإعلامي مثل حاجتهم إلى الإنصاف الحقوقي، ونأمل أن تمثّل هذه الوكالة الجديدة منبراً نزيهاً لمظلوميتهم من خلال الصحافة الموضوعية الرصينة.

وفي تصريحات سابقة له لموقع الإخبارية، أكد المتحدث باسم الموقوفين السوريين ثقة الموقوفين بجهود الحكومة السورية لحل هذا الملف مع السلطات اللبنانية، وأن حملات التشويش لن تزعزع الثقة بالحكومة.

وقال المتحدث من داخل سجن رومية حينها، معلقاً على الأخبار المتداولة حول تأجيل زيارة وفد حكومي سوري إلى بيروت لبحث قضية الموقوفين السوريين في لبنان وقضايا أخرى، إنهم وإخوتهم من معتقلي الثورة العرب يقفون خلف الدولة السورية الجديدة وليس أمامها، وهم مطمئنون لحكمتها وحنكتها في إدارة هذا الملف.

يشار إلى أن السجون اللبنانية عانت ولا تزال من واقعٍ صحي ومعيشي صعب، ناجم عن الاكتظاظ الشديد وتآكل الميزانيات الحكومية المخصصة للغذاء والطبابة، ولا سيما بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وتبلغ نسبة الموقوفين السوريين في سجون لبنان أكثر من 30 بالمائة من مجموع السجناء، لا يزال أكثر من 80 بالمائة منهم – حسب الإحصاءات الرسمية – من دون محاكمات، غالبيتهم تم توقيفهم بعد العام 2011م إثر موجات اللجوء الكبير التي تعرض لها لبنان بعد اندلاع الثورة السورية.