الجمعة 1 جمادى الآخرة 1447 هـ – 21 تشرين الثاني 2025

مطعم “سوسيت”.. مبادرة سورية فريدة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع

مطعم "سوسيت".. مبادرة سورية فريدة لدمج مصابي "داون" في المجتمع

أطلقت جمعية “جذور” الخيرية مبادرة مطعم “سوسيت” الفريدة من نوعها والتي توفر مساحة عمل حقيقية لذوي الاحتياجات الخاصة ولا سيما مصابي “متلازمة داون”، ضمن مساحة إنسانية تجمع بين العمل الكريم والدمج الفعلي في المجتمع.

أهداف المشروع

قال مدير قسم الإعلام في جمعية “جذور”، أحمد علاء الدين، إن أهداف مشروع مطعم “سوسيت”، سيضم غالبية العاملين من المصابين بمتلازمة داون إلى جانب حالات أخرى من الإعاقات الذهنية البسيطة والتوحد الخفيف.

وأشار علاء الدين خلال حديثه مع موقع الإخبارية، إلى أن المشروع يهدف إلى نقل هؤلاء الشباب من العزلة إلى بيئة تفاعلية تساعدهم على الاندماج واكتساب مهارات مهنية واجتماعية.

وأوضح أن المشروع يقوم على تعزيز النظرة الواقعية لقدرات ذوي الإعاقات عبر منحهم فرصة عمل منتجة تبرز قدرتهم على تحمل المسؤولية، إلى جانب ما يوفره العمل من دعم نفسي وشعور بالاستقلالية.

وبيّن أن اختيار موقع المطعم داخل “حديقة تشرين”، لكي يهدف العاملين والزبائن مساحة اجتماعية مريحة تشجع على التفاعل وتتيح تجربة هادئة لأهالي دمشق وزوارها.

وأشار إلى أن اختيار الشباب للعمل يتم عبر فريق متخصص في “إدارة الحالة” داخل الجمعية، حيث تسجل المعلومات الاجتماعية والصحية لكل حالة، مع إجراء مقابلات لتقييم التواصل اللفظي والبصري ومدى القدرة على استيعاب التعليمات.

ولفت إلى أن التعاون مع جمعيات مختصة يساعد في ترشيح الحالات الأكثر جاهزية للعمل ضمن مهام الخدمة البسيطة والتعامل مع الزبائن.

تدريب متخصص لدمج ذوي الإعاقات في “سوسيت”

أوضح علاء الدين أن الشباب العاملين في مطعم “سوسيت” يخضعون قبل مباشرتهم العمل لبرنامج تدريبي مكثف يشمل أساسيات الضيافة وترتيب الطاولات والتعامل الآمن مع الأدوات، إضافة إلى تدريبات على مهارات التواصل والترحيب بالزبائن والالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة المكان، مع وجود مشرفين يرافقونهم بشكل دائم لضمان سير العمل وتقديم التوجيه اللازم.

وأشار إلى أن تفاعل الزبائن شكّل عاملاً أساسياً في نجاح التجربة، حيث أظهر رواد المطعم دعماً كبيراً للعاملين من ذوي الإعاقات، وتعاملوا بتفهم وصبر مع أي تأخير أو خطأ بسيط، ما أسهم في خلق أجواء عائلية داخل المكان وعزز ثقة الشباب بأنفسهم خلال أداء مهامهم اليومية.

ولفت إلى أن رسالة المشروع تتجاوز تشغيل الشباب ضمن مطعم، لتكون رسالة إنسانية تسعى إلى ترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية، وتشجيع المؤسسات على توظيف ذوي الهمم وإبراز قدرتهم على الإنتاج، مع تعزيز ثقافة تقبل الاختلاف وتحويل النظرة المجتمعية من التعاطف فقط إلى المشاركة الفعلية في دمجهم.

وأضاف أن “جذور” تعمل على توسيع نطاق المشروع عبر زيادة عدد العاملين واستيعاب المزيد من الشباب والشابات من ذوي الإعاقات، إضافة إلى التخطيط لافتتاح فروع جديدة داخل دمشق وفي محافظات أخرى، بما يضمن انتشار التجربة وارتفاع عدد المستفيدين منها.

بدورها، قالت رئيس مجلس إدارة جمعية جذور الخيرية خلود رجب، إن مطعم “سوسيت” لم يكن مجرد مقهى، بل كان حلماً تحوّل إلى حقيقة، حيث مثّل عشرات الشباب والفتيات من مصابي متلازمة داون نموذجاً حقيقياً يحتذى به على المستوى الوطني، تميّزه الروح التي يصنعها الفريق والتي تجعل الزائر يشعر أنه في مساحة إنسانية تعيد تعريف العمل وتحول التحدي إلى فرصة.

وأشارت إلى أن دمج الأشخاص ذوي متلازمة داون وتعزيز مشاركتهم في المجتمع مسؤولية جماعية تتطلب جهوداً متكاملة، باعتبارهم جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي، ويستحقون فرصاً متكافئة في التعليم والعمل ضمن بيئة حقيقية دامجة.

وأوضحت أن دمج هؤلاء الأشخاص يتطلب تكاتف الجهود بين مختلف الجهات والمنظمات والجمعيات، إلى جانب تنفيذ البرامج والسياسات الداعمة وتوفير فرص التدريب المهني وتعزيز الوعي بحقوقهم.

وسبق أن أكدت رجب في وقت سابق، أن دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع وتمكينهم اقتصادياً يعتبر هدفاً أساسياً للجمعية ويتم بعد تدريبهم على عدد من المهن التي تناسب مهاراتهم، وبعد إجراءات عدة تتم مراعاتها قبل وأثناء عملية الدمج لضمان نجاحها.

المصدر: الإخبارية