أكّد نائب الرئيس التركي جودت يلماز، الإثنين 26 أيار، أن استقرار سوريا وعودتها دولةً مزدهرة ليس شأناً سورياً فحسب، بل مصلحة إقليمية كبرى تسهم في أمن المنطقة ورفاه شعوبها.
وقال يلماز في مقابلة صحفية: “سوريا بلد جار ذو أهمية بالغة بالنسبة إلينا، تتجاوز حدودنا المشتركة معها 900 كيلومتر، وتربطنا بها روابط تاريخية عميقة، وشهدت ثورة بعد أكثر من ستة عقود من الحكم الديكتاتوري، وهي اليوم تدخل مرحلة جديدة، وموقفنا يقوم على دعم الثقة والاستقرار، وصون وحدة الأراضي السورية”.
وأشار نائب الرئيس التركي إلى أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم الكامل للجمهورية العربية السورية، بما في ذلك تقاسم الخبرات في مختلف القطاعات خلال مرحلة إعادة الإعمار، مؤكداً أن أنقرة تبدي أعلى مستويات التضامن في هذا الإطار.
كما شدّد يلماز على رفض تركيا لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وقال: “الاحتلال الإسرائيلي ينتهك الحدود السورية ويعرقل الاستقرار، ما يُضر بمسار إعادة الإعمار ويشكّل خرقاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الشعب السوري، ونعمل من خلال كافة المنصات الدولية ومع شركائنا لوقف هذه التجاوزات”.
فيما دعا يلماز إلى رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن سوريا، معتبراً ذلك خطوة أساسية لتحسين المناخ الاستثماري، وتسهيل جهود الإعمار التي تُعد جزءاً محورياً من تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة.
ويأتي حديث يلماز بعد الاجتماع مع السيد الرئيس أحمد الشرع في العاصمة أنقرة، بحضور وزيري الخارجية والدفاع أسعد الشيباني ومرهف أبو قصرة، ووزير الخزانة التركي محمد شيمشك، إضافة إلى مسؤولين بارزين في قطاعات الدفاع والمصارف.
وقال يلماز في منشور عبر منصة “إكس” مساء أمس، إن اللقاء تطرق إلى تعميق التعاون الاقتصادي، ومراجعة الإصلاحات المالية المشتركة، وزيادة الاستثمارات العامة والخاصة، معرباً عن ثقته بأن التحول التاريخي والثورة السياسية في سوريا ستتوجان بنهضة تنموية حقيقية.
وكان الرئيس الشرع قد أجرى زيارة غير معلنة إلى مدينة إسطنبول السبت الماضي، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصر “دولما بهتشة”.