قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، الخميس 18 أيلول، إن مجلس الأمن موحد حول الفرصة التاريخية لسوريا الجديدة.
وأكد علبي في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي أن السويداء وأهلها الكرام كانوا وسيبقون في قلب كل سوري، على الرغم من الجراح والحوادث الأليمة.
وأوضح علبي أن الحكومة السورية بذلت قصارى جهدها لمعالجة الآثار الناجمة عن أحداث السويداء، ولفت إلى انخراطها بحسن نية ونهج بناء في جميع المبادرات الرامية لحل هذه الأزمة والتي توجت باعتماد خارطة الطريق.
وأشار المندوب إلى دعوة الحكومة السورية لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا لإجراء تحقيق في الأحداث الأخيرة، كأول بند في اتفاق خارطة السويداء، وشدد على التزام الحكومة بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.
ورأى علبي أن خارطة الطريق تؤسس لبناء الثقة تدريجياً وتعزيز المصالحة الوطنية وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إعادة الخدمات الأساسية وإعمار القرى المتضررة.
وأضاف “سوريا تمضي اليوم قدماً في مسيرة التعافي وإعادة البناء، وها هي تتجاوز مرحلة تلو الأخرى، فبعد تحرير البلاد من الاستبداد والحفاظ على مؤسسات الدولة، تم البدء بحوار وطني وتشكيل حكومة متنوعة مبنية على الكفاءات”.
ولفت السفير إلى أن المراسيم الناظمة للعملية شددت على تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري وضمان مشاركة الفئات الأكثر هشاشة وتمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 20 بالمئة في قائمة الهيئات الناخبة.
وشدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة على أن انتخابات مجلس الشعب ستكون خطوة أولى على طريق ترسيخ السلم الأهلي وبناء المؤسسات التي تمثل السوريين بحق وتجسد تطلعاتهم.
وأفاد علبي بأن الحكومة تحث الخطى وتبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بالواقع الاقتصادي، حيث جرى توقيع عشرات الاتفاقيات مع الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب مذكرات التفاهم مع عشرات الشركات العالمية.
وأعرب علبي عن إدانة سوريا بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية، مضيفاً أن سوريا تجدد مطالبتها مجلس الأمن بالتحرك الفوري لإدانة هذه الاعتداءات ومنع تكرارها، وإلزام سلطات الاحتلال بسحب قواتها من الأراضي التي توغلت فيها خلال الأشهر الماضية وإنهاء احتلالها للجولان السوري.
وبين المندوب أن تجاوز التحديات يتطلب حشد الجهود الدولية وتعزيز الانخراط الإيجابي الدولي الداعم لسوريا والسوريين، ودعم البرامج الرامية لإنعاش القطاعات الحيوية وتكثيف البرامج الإنسانية التنموية والوفاء بالتعهدات المعلنة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية.
وعد علبي أن دمشق التي لطالما كانت قلب سوريا ورمز وحدتها ستبقى البيت الجامع لكل السوريين والسوريات، تفتح ذراعيها لهم مهما اختلفت مشاربهم وتنوعت معتقداتهم.
ونوه إلى أن التنوع مصدر قوة وثراء يثبت أن سوريا كانت وستبقى عصية على كل محاولات الفرقة والانقسام.
وكان أرسل مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي ومندوب الأردن وليد عبيدات، والقائمة بأعمال البعثة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية دوروثي شيا، رسالة مشتركة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، تتضمن “خارطة طريق حل الأزمة في السويداء واستقرار جنوب سوريا”، لاعتمادها كوثيقة رسمية.