شهد مشفى الحكمة في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، اليوم 12 أيار، إجراء أول سلسلة عمليات لزراعة القرنية في المنطقة، ضمن بعثة طبّية نوعية.
وتُعدّ هذه البعثة الأولى من نوعها في شمال البلاد، حيث نفَّذ الفريق الطبّي خلالها عشر عمليات زراعة قرنية مجاناً، في إنجاز غير مسبوق يعكس تقدّماً ملحوظاً في مستوى الخدمات الطبّية التخصصية بالمنطقة.
وقال مؤيّد حج حمادي، منسق البرامج في منظمة “أوسوم”، للإخبارية: “تستضيف منظمة أوسوم في مشفى الحكمة بعثة طبّية تمتد لستة أيام، تضم نخبة من الأطباء الاستشاريين في الجراحة العينية والأذنية من مصر، جنوب إفريقيا، وكندا، وتهدف إلى تقديم خدمات طبّية وجراحية دقيقة تُنفّذ لأول مرة مجاناً، إلى جانب تعزيز قدرات الأطباء المحليين على إجراء عمليات لم تكن تُنفّذ سابقاً في سوريا.”
وأضاف حج حمادي: “البعثة، المدعومة من منظمة Islamic Relief وأوسوم كندا، والمنفذة عبر أوسوم إنترناشيونال، جاءت بالتنسيق مع وزارة الصحة في سوريا، وستتبعها حملات لاحقة لدعم التعافي المبكّر للقطاع الصحي وتعزيز قدرته على تقديم خدمات نوعية مستدامة.”
وأشار إلى أنَّ عمليات زراعة القرنية تُجرى مجاناً وللمرة الأولى في السياق الطبّي السوري، وأنَّ نجاح هذه الحملة يمهد الطريق لتكرارها وتوسيع نطاقها.
ويأتي هذا التطور في وقت تبذل فيه جهات وطنية ودولية جهوداً متزايدة لتعزيز الخدمات الصحية المتخصصة، كما هو الحال في محافظة السويداء، إذ فعّلت وزارة الصحة برنامجاً وطنياً للكشف المبكّر عن نقص السمع لدى حديثي الولادة، متضمناً تشخيصاً دقيقاً وتدخلات علاجية مجانية، بما فيها زراعة الحلزون السمعي.
واستقبلت العاصمة دمشق، منتصف نيسان الفائت، وفداً طبياً سعودياً من مركز الملك سلمان للإغاثة، أجرى عمليات دقيقة في اختصاصات القلب والجراحة، وقدّم تدريباً للأطباء السوريين، ضمن مساعٍ لدعم النظام الصحي الذي عانى طويلاً من تبعات الحرب، والإهمال، ونقص الكوادر.
ويُعدّ هذا الإنجاز الطبّي في إدلب خطوة متقدمة في مسار تعافي القطاع الصحي، ويؤكّد أهمية الشراكات الدولية والمحلية في توفير خدمات نوعية ومستدامة، تُعيد الأمل للمرضى وتُعزّز قدرات الكوادر الطبّية في سوريا الجديدة.
